الغزو العثمانى لمصر
الغزو العثمانى لمصر هو هجوم جيوش الأتراك العثمانليه فى الاناضول على الأراضى المصريه سنة 1517 بزعامة سليم شاه ( سليم الاولانى ) فى عهد السلطان الغورى.
غزو الاتراك لمصر بيعتبر من اشد الغزوات و الاحتلالات الاجنبيه اللى اتعرضت ليها مصر عبر تاريخها و اتحكم العثمانيين ف مصر لأكتر من 3 قرون. قبل ما يقتحم العثمانيين حدود مصر هجمو على الشام اللى كانت من ضمن اراضى الامبراطوريه المملوكيه و لما طلع الجيش من مصر بقيادة السلطان الغورى و راح على الشام عشان يتصدى ليهم انهزم فى معركة مرج دابق جنب حلب فى 24 اغسطس 1516 و اتصاب السلطان الغورى بصدمه قضت عليه فوقع من على حصانه و من يوميها اختفى. و اتقدمت جيوش الغزاه العثمانليه و اقتحمت حدود مصر و حاول السلطان الأشرف طومان باى اللى خلف الغورى انه يتصدى ليهم لكن الجيش اللى اتبقى من معركة مرج دابق كان اتشتت فى الشام و ماعادش كافى للصمود فإنهزم فى معركة الريدانيه رغم ان السلطان الأشرف طومان باى حارب ببطوله ملحميه و رغم هزيمة الجيش مااستسلمش و فضل يحارب و يقاوم لأخر لحظه. دخل العثمانيين مصر و احتلو القاهره فى 26 يناير 1517 و نهبوها و خربوها و اتحولت مصر من دوله مستقله لولايه عثمانيه بيحكمها السطان العثمانى من استنبول عن طريق نايب ليه ساكن فى قلعة الجبل فى القاهره ، و دخلت مصر فى عصر مظلم و اختفى منها العلم و العلما بعد ما عزلها العثمانيين عن العالم و التطورات النهضويه اللى كانت بتحصل فيه فإتصابت مصر من يوميها برده حضاريه شنيعه. عدد ولاة العثمانيين اللى حكمو مصر لغاية الحمله الفرنساويه كان 136 ، أولهم خاير بك اللى عينه السلطان سليم الاولانى كمكافاءه ليه على خيانته للسلطان الغورى فى معركة مرج دابق و سماه " خاين بك " ، و أخرهم كان سيد باشا أبو بكر الطرابلسى ( بكير ) اللى عينه السلطان سليم خان التالت. الولاه كانو بيتعينو بفرمانات من السلطان العثمانى فى الأستانه و والى مصر كان بيتسمى " والى مصر " أو " باشا مصر ".
إكمن عصر الإحتلال التركى لمصر كان حالك لدرجة ان ماظهرش فيه مؤرخين لغاية ماظهر الجبرتى (1754 - 1822). فى زمن الحمله الفرنساويه و محمد على باشا ، عشان كده فيه حاجات كتيره مش معروفه عن احوال مصر و المصريين فى العصر المظلم ده.
نعى المؤرخ ابن إياس اللى عاصر الأحداث سقوط مصر فى ايد العثمانيين بقوله :
نوحوا على مصر لأمر قد جرى .:. من حادث عمت مصيبته الورى
قبل الغزو
فترة الغزو العثمانى للشام و مصر بتعتبر من أهم الفترات فى تاريخ مصر. السبب فى كده انها كانت فترة تحول كبير انتهت بسقوط دوله كبرى حكمت لقرنين و نص هى الدوله المملوكيه و إحتلال خارجى. و ممكن مقارنة الفتره دى بفترة حكم كليوباترا السابعه لمصر اللى انتهت بسقوط الدوله البطلميه و احتلال مصر عن طريق سنة 30 قبل الميلاد. الفتره اللى سبقت الغزو العثمانى حصلت فيها تطورات سياسيه و عسكريه و علميه و تكنولوجيه غيرت خريطة العالم السياسيه و العسكريه حوالين مصر. فى الفتره دى اتعرضت مصر لمشكلتين ، واحده داخليه فى شكل صراعات و اضطرابات فككوا نسق الدوله و أضعفوا مصر سياسى و اقتصادى ، و لسؤ حظ مصر ان المشكله التانيه كانت بتتشكل حواليها فى نفس الوقت ، و كانت عباره عن ظهور قوى جديده على الساحه الدوليه زى الصفويين الشيعه فى ايران و العثمانيين فى الأناضول و البرتغاليين فى المحيط الهندى و البحر الاحمر. مع ان التاريخ ما بيتكررش بحذافيره لكن حالة مصر فى الفتره اللى سبقت الغزو العثمانى بتبين ازاى ان العوامل السلبيه الداخليه و العمى الداخلى ممكن يتوالفو مع عوامل خارجيه لإسقاط دوله و اخراج بلد من التاريخ.
مشاكل مصر الخارجيه فى عهد السلطان الغورى بدإت بعد قعاد الشاه اسماعيل الصفوى الشيعى على عرش ايران و تحويل مذهب ايران الدينى للمذهب الشيعى. دى كانت بداية تطورات كبيره بتحصل فى الشرق الاوسط. الامبراطوريه المملوكيه بقت بتواجه قوتين متصاعدتين على اطرافها. دولة الصفويين فى ايران و دولة العثمانليه فى الأناضول. الإماره العثمانيه الأولى إتأسست فى شمال غرب الأناضول فى بداية القرن 14 و كبرت و اتوسعت فى البلقان و الأناضول على حساب أملاك البيزنطيين و الإمارات اللاتيتنيه و التركيه و مع بداية القرن 16 بقت القوه المسيطره فى الاناضول و ابتدو يفكرو فى التوسع على حساب دولة الفرس و الدوله المملوكيه فى الشام و مصر. لما قعد الغورى على دكة الحكم سلطان العثمانليه فى اسيا الصغرى كان بايزيد التانى ابن محمد الفاتح. علاقة مصر مع دولة ولاد عثمان اللى كانت بتعادى دولة الصفوى الشيعى كانت فى الفتره دى كويسه و ماكانش العثمانيين لسه بيمثلوا تحدى كبير للدوله المملوكيه و كان سلاطين الدولتين بيبعتوا وفود لبعض و بيتبادلوا الهدايا. خطر تانى كان بيتشكل كان جى من اوروبا اللى ابتدت تحاول تسيطر على البحر الأحمر فى غرب مصر. الاوروبيين بعد هزايمهم فى الحروب الصليبيه وجهوا جهودهم لمحاصرة مصر و ضربها اقتصادى و فى الإطار ده حصلت وقعة اسكندريه سنة 1365 و دى كانت ضربه ضرت مصر ضرر اقتصادى جامد ماشفتش منه مصر طول بقية العصر المملوكى. سيطرة البرتغاليين على البحر الأحمر كان معناه ضربه جديده و خساره اقتصاديه كبيره لمصر حيث انه البحر اللى كان بيتحكم فى طريق التجاره الهنديه. التحديات الخارجيه التلاته دول ، الصفويين الشيعه فى ايران ، و العثمانليه فى الأناضول ، و تحركات البرتغاليين فى البحر الأحمر شكلوا خريطة المخاطر اللى بقت مصر بتواجها فى بدايات القرن الستاشر. الخريطه دى كانت موجوده قبل كده فى عصر دولة المماليك البحريه بأسامى تانيه من ايران كان تحدى ايلخانات مغول فارس و من الغرب كان فيه التحدى الصليبى و من الاناضول كان فيه تحدى البيزنطيين و بعدهم الترك السلاجقه و غيرهم ، و قدرت الدوله المملوكيه انها تتجاوز التحديات دى و تخرج منتصره لكن الوضع فى القرن الستاشر اتغير و مابقتش الدوله المملوكيه قويه و غنيه زى ما كانت.
نهب العثمانيين لمصر
عملية نهب مصر ابتدت طوالى بعد دخول سليم الاول القاهره يوم الاتنين 26 يناير 1517. عساكره طوالى هجموا على بيوت الناس و طردوهم منها عشان يسكنوا فيها هما، و هجموا على الجوامع و اقتحموا الجامع الأزهر و جامع احمد بن طولون و مدارس القاهره و ولعوا النار فى جامع شيخا و البيوت اللى حواليه و قعدوا يقتلوا فى الناس فى الشوارع و بقت الجثث مترميه فى شوارع القاهره و مصر القديمه و بيتقدر عدد اللى اتقتلوا بالمنظر ده بحوالى 10 تلاف انسان. و نهب العثمانليه الغلال عشان يأكلوا بيه حصنتهم فبقت الناس مش لاقيه العيش و دخلوا القرى و سرقوا مواشى و طيور الفلاحين ، و بيحكى إبن إياس اللى عاصر الأحداث ان عساكر العثمانيه كانو جيعانين و نفسهم قذره .. وعندهم عفاشه زايده فى نفوسهم و قلة دين .. و كانو همج زى البهايم .[1] ، و انهم كانو بيمسكوا الناس فى الشوارع و يقولوا لهم اشتروا نفسكم من القتل ، فكانوا بياخدوا من الناس مبالغ بيحددوها و ضاف : " وصارت أهل مصر تحت أسرهم " و إن " انفتحت للعثمانيه كنوز الأرض بمصر من نهب قماش وسلاح وبغال وعبيد وغير ذلك من كل شىء فاخر، و احتووا على أموال وقماش مافرحوا بيها قط فى بلادهم، و لا استاذهم الكبير ".[2] و فك العثمانليه رخام قاعات القلعة و بيوت القاهره و نهبوا الكتب و المخطوطات اللى كانت موجوده فى المدارس ، و قبضوا على الصنايعيه و الحرفيين و التجار و الموظفين و غيرهم مسلمين على مسيحيين وفوقيهم اعداد من أعيان مصر و المشايخ و الفقهاء و رحلوهم على اسكندريه و نقلوهم بالمراكب من هناك بالنهايب على قاعدتهم استنبول اللى هى أصل كونستانتينوبل اللى نهبوها من البيزنطيين قبل ما يغزوا مصر بـ 64 سنه. المراكب نقلت المصريين على انطاليا و من هناك ودوهم على استنبول و فيه مراكب غرقت فى السكه كان منها مركب عليها 400 واحد من ضمنهم جماعه من أعيان مصر. بيقول ابن اياس عن موضوع نقل المصريين لإستنبول : " ولم تقاس أهل مصر شدة من قديم الزمان أعظم من دى الشده، ولاسمعت بمثلها فى التواريخ القديمه ". فى استنبول كان شاويشيتهم بيحتالوا على مصريين من اللى أسروهم و نقلوهم على هناك و بيقولولهم انهم حا يهربوهم على مصر فى السر فكانوا بياخدوهم و فى السكه كانو بيسرقوا فلوسهم و حاجتهم و يقتلوهم و ما كانش بيبان ليهم اثر. بيقول ابن إياس : " و فعلوا زى ذلك بكثير من أهل مصر ممن كان بإسطنبول " [3]
سليم الاولانى قعد يخرب فى مصر حوالى تمن تشهر وقضى الفتره دى فى لذاته و شرب الخمره و عيشته مع الصبيان المرد على حد قول ابن إياس ، و فى الأخر بعد ما خرب و نهب اللى قدر عليه ، لم العثمانليه عدد كبير من سكان القاهره و ربطوهم بالحبال من رقابيهم و ساقوهم بالضرب على ضهورهم بالكرابيج عشان يسحبوا المكاحل النحاس ( المدافع ) اللى كانت موجوده فى قلعة الجبل عشان يحطوها فى مراكب فى النيل لنقلها لإستنبول. سليم الاولانى عين خاير بك نايب ليه فى مصر فى اغسطس 1917 ، و فى 10 سبتمبر 1517 خرج سليم الاولانى بالطبل و الزمر من بيت ابن السلطان قايتباى و هو لابس قفطان أحمر فى موكب مشى قدامه خاير بك و الامرا و العسكر العثمانليه و راح على الشام. و بيتقال انه خرج من مصر و معاه ألف جمل محملين بالدهب و الفضه و التحف و الرخام و منهوبات كتيره جمعها فى فترة اقامته فى القاهره.
الخليفه العباسى القاهرى المتوكل على الله و عيلته كانو كمان من ضمن الناس اللى نقلهم العثمانيين على استنبول و اخدوا منه الأثار النبويه و هى " البيرق و السيف و البرده " و مفاتيح الحرمين الشريفين و نقلوهم على استنبول مع بقية المسروقات. بنقل الحرفيين و الصنايعيه من مصر قلت الصنايع فى مصر و بيتقال اختفت منها 50 صنعه و من ساعتها دخلت مصر فى عصر انحدار صناعى و اتلاشى مركزها الحضارى ، و بنقل الخليفه العباسى و كبار رجال الدوله ضاع من مصر كمان مركزها الدينى و السياسى.
بيقول ابن إياس إن من العجايب إن مصر بقت نيابه بعد ماكان سلطان مصر أعظم السلاطين فى كل البلاد و حاوى مُلك مصر اللى افتخر بيه فرعون لما قال : أليس لى ملك مصر ، و اتباهى بملك مصر عن كل ممالك الدنيا ، وضاف : " لكن ابن عثمان انتهك حرمة مصر، وما خرج منها لحد غنم أموالها وقتل أبطالها ويتم أطفالها و أسر رجالها وبدد أحوالها واظهر أهوالها " .[4]
مشى سليم الاولانى من مصر و ساب لخاير بك 5000 خيال و 500 من ضريبة البنادق عشان يساعدوه فى تكميل عملية النهب و عشان يحول مصر لمستعمره تركيه بإسم ولايه و دى كانت مهمه نجح فيها خاير بك نجاح كبير. الطوايف اللى سابها سليم الاول فى مصر كان منهم التركمان و الانكشاريه والأصبهانيه و الكموليه و دول كانو فئات متصارعه و اتنافسوا فى عمليات نهب مصر. العربان كانو طايفه تانيه موجودين فى مصر قبل الاحتلال العثمانى و دول استمروا فى الإعتداء على القرى و قطع الطريق على الفلاحين المصريين ، و انتهزوا فرصة دخول العثمانليه مصر و إضطراب الاوضاع فزودوا هجماتهم و خربوا و نهبوا غالبية قرى الشرقيه بزعامة شيخهم وقتها عبد الدايم بن بقر شيخ العرب .[5]
نقل ابن إياس عن شاعر قوله :
ما كنت أحسب أن يمتد بى زمنى .:. لحد أرى دولة الأوغاد والسفل
خطة العثمانيين لإضعاف مصر
خطة العثمانليه بعد احتلالهم مصر كانت اضعافها و اضعاف بقايا المماليك اللى فضلو فيها عشان مصر تفضل تابعه للاستانه العثمانليه ، فإخترعو نظام حكم غريب قسمو فيه مراكز القوى فى مصر. على قمة هرم الحكم و الاداره حطو و ده والى و ده كان نايب بيحكم بإسم السلطان التركى و اهم مهماته كانت تبليغ اوامر الاستانه للحكومه و المصريين. و بعد الوالى عملو حاجه اسمها " الوجقات " و دى كانت عباره عن فرق عسكريه قوامها 6000 فارس و 6000 ماشى حطوها فى القاهره و فى المناطق المهمه تحت قيادة باشا عثمانلى مقيم فى قلعة القاهره و كانت مهمته ما يطلعش من القلعه و يحفظ النظام فى مصر و يلم ضرايب للاستانه.
الوجقات دى كانت مترتبه على خمس نوعيات : وجاق المتفرقه و دى كانت نخبة حرس السلطان ، و وجاق الجاويشيه و دول كانو اصل ظباط فى جيش سليم الاول و مهمتهم كانت جمع الضرايب من المصريين ، و وجاق الهجانه ، و وجاق التفقجيه و دول كانت مهمتهم نقل الاسلحه ، و وجاق الانكشاريه و دول كانو خليط من قبايل العربان الخاضعين للعثمانليه. الوجاق السابع سموه وجاق الشراكسه و دول كانو بقايا المماليك ، و من السبع وجقات دول كانت بتتكون حكومة مصر تحت الاحتلال العثمانلى.
العربان و العثمانليه النهابه
زادت هجمات العربان فى الشهور الأولى من نيابة خاير بك و بقوا بيمثلوا مشكله كبيره ليه زى ما كانو مشكله على امتداد العصر المملوكى ، و فى 3 ديسمبر 1517 قدر شيخ العرب حسن بن مرعى اللى غدر بالسلطان الاشرف طومان باى و سلمه للعثمانليه انه يهرب من سجنه فى القلعه بالليل بعد ما برد قيوده و اتدلدل بحبل من سور القلعه و جرى ، فإتنكد خاير بك من الخبر و أمر بسرعة القبض عليه. حسن بن مرعى كان قبض عليه سليم الاولانى قبل ما يمشى من مصر و سجنه فى قلعة الجبل. بعد الحادثه دى بتلت تيام دخلت قبايل عربيه الجيزه و اتقاتلوا ، فراح لهم الأمير قايتباى الدوادار على راس تجريده من المماليك و العثمانليه عشان يطردهم من هناك لكن عدد العربان دول كان اكتر من عشرين ألف فإستدعى الموضوع خروج خاير بك بنفسه على راس تجريده لكن و هو فى السكه اتخانق مع العثمانليه فخاف منهم و رجع على القلعه ، و فى 22 ديسمبر 1517 راح الأمير قايتباى على البحيره عشان يطرد العربان و يقبض على شيخ العرب حسن بن مرعى فهربوا للجبال ، وراح حماد أخو حسن بن مرعى للأمير قايتباى و طلب منه الأمان على اساس انه يسلمه حسن بن مرعى ، لكن لما اتضح للأمير قايتباى إن ده كله مكر من العربان قبض على حماد و بعته لخاير بك فسجنه و رجع الأمير قايتباى على القاهره من غير ما ينجح فى القبض على حسن بن مرعى ففضل هربان و مستخبى لغاية ما قدر كاشف الغربيه " أينال السيفى " إنه يستدرجه جنب سنهور فى مارس 1519 و يسكره و يقبض عليه هو و أخوه " شكر " ، فهجم عليهم المماليك و جزوا روسهم و علقوها على حصان طومان باى اللى كان شيخ العرب حسن بن مرعى سرقه بعد ما غدر بطومان باى و خانه ، و بيتقال ان المماليك قطعوهم حتت و فيه منهم شربوا من دمهم ، و دخل حصان الشهيد طومان باى القاهره فى 23 مارس 1519 و روس الخونه متعلقه فى رقبته فأمر خاير بك بتعلقيها على باب النصر ، وخرج اهل طومان باى يتفرجوا عليها و يتشفوا فيها و زغرتت الستات من الفرحه لأخد التار من الخونه .[6]
العثمانليه كمان استمروا فى الفساد و النهب و كانو بيدخلوا الأحياء زى حى الأزبكيه و يخلعوا الابواب و الشبابيك الحديد ويحطوها على جمال و يبيعوها ، و استمروا فى خطف الستات و الصبيان و قتل الناس فى الشوارع ليل نهار لغاية الناس مابقت مرعوبه منهم ، فراح أمين قضاة مصر مع الأمير قايتباى لخاير بك فى القلعه و حكوا له على اللى بيحصل فنادى خاير بك فى القاهره بمنع خروج الستات و الصبيان المرد من بيوتهم و ان الدكاكين و الأسواق تقفل بعد المغرب و ماحدش يمشى فى الشوارع بعد المغرب.
فى مارس 1518 طلع المصريين اشاعه بإن خاير بك ناوى يستقيل بمصر و يخلى الخطبه و الفلوس بإسمه ، و بيحكى ابن إياس أن المصريين فى الفتره دى بقوا بيختلقوا حكايات و بيروجوا اشاعات و اكاذيب. خاير بك بطبيعة الحال كان وفى لولى نعمته سليم الاول و كان مبسوط بمنصبه كنايب للسلطان العثمانى على مصر و مالهوش تطلعات اكبر ، لكن المصريين كانو من الكرب اللى عايشين فيه بيخترعوا حكايات وهميه.
فى الشام لغى سليم الأولى نظام القضاه الأربعه و خلى بس القاضى الحنفى يحكم بين الناس زى ما فى استنبول. خاير بك فى مصر طوالى أمر القضاه الأربعه بتقليل عدد نوابهم و ده كان بداية تغيير مهم بيتحضر له. تغيير تانى حصل كان ظهور موظف تركى بيقعد على دكه على باب المدرسه الصالحيه بين جماعه من الانكشاريه و بيسموه محضر. مهمة المحضر ده كانت إن أى قضيه لازم الاول تتعرض عليه قبل ما تتعرض على قضاة مصر و لو اصدر حكم فمش من حق القضاه انهم يعارضوه. المحضر ده كان بياخد أتعاب من الشاكى و المشتكى و كان بيكلمهم عن طريق مترجم تركى ، و فوق كده فرض العثمانليه ضرايب على القضايا اللى بتترفع فى نواحى مصر. عن موضوع المظالم الجديده دى نقل ابن إياس قول شاعر :
يارب زاد الظلم و استحوذوا.:. والفعل منهم مش يخفى عليك
المظالم و تغيير عادات مصر
مظالم الاتراك العثمانليه ما حلتش على البنى أدمين بس لكن كمان ابتلى بيها الكلاب ، ففى 20 ابريل 1518 ظهرت المناديه فى شوارع القاهره بإن خاير بك أصدر قرار بإن كل واحد يشوف كلب يقتله و يعلقه على دكانه فبدأ التركمانيه يقتلوا الكلاب و يوسطوها ( يعنى يقطعوها نصين ) بسيوفهم فى الشوارع و اتقال ان فى يوم صدور القرار قتل التركمانيه اكتر من 500 كلب. فضل التركمان يقتلوا فى الكلاب بطرق وحشيه لغاية ما راح الزينى بركات المحتسب لخاير بك و شفع فى الكلاب فنادى المناديه فى الشوارع بوقف قتل الكلاب و إن كل اللى مسك كلب يسيبوه يروح لحال سبيله ففرح المصريين و دعوا للزينى بركات انه وقف المدبحه و خلص الكلاب و هديوا. عن نكبة الكلاب كتب ابن إياس :
تأملوا ما جرى بمصر .:. من حادث عم بالعذاب
فضل المحتلين العثمانيين يغيروا احوال مصر و عاداتها بطريقه منهجيه عن طريق وكيلهم الوفى خاير بك ، فى 13 نوفمبر 1518 اصدر خاير بك قرار بمنع خيال الضل و الغنا فى الشوارع و منع زفة العرسان بعد العشا و منع فتح الاسواق بعد المغرب ، و ده كان بحجة ان العثمانيه بيخطفوا الستات و الصبيان من الشوارع ، و وقف تفريق اللحمه فى عيد الأضحى على الأمرا و العساكر و الفقها و الموظفين زى ما كان الحال أيام الدوله المملوكيه ، و بكده ابتدت مباهج مصر اللى اتميزت بيها على كل البلاد تختفى ، و بيقول ابن إياس :" وصار على الوجوه خمدة ". لما حد كان بينتقد قرارات خاير بك كان بيقولهم : " أنا ما أمشى إلا على طريقة ابن عثمان ( يعنى السلطان سليم ) فى سائر أفعاله " ، و مع تغيير عادات مصر فضل الأتراك فى نفس الوقت يفتحوا على المصريين أبواب المظالم شويه شويه. خطف العثمانليه للستات و الصبيان و اغتصابهم بقى حاجه منتشره و ما بقيتش الناس عارفه تعمل حاجه ، و بيحكى ابن إياس : " لحد قيل إنهم خطفوا ست عند سلم المدرسة المؤيدية وقت الظهر، وفسقوا بيها جهاراً عند سبيل المؤيدية تحت دكان الذى يبيع الكعك، والناس ينظرون ليهم وهم يفسقون بيها ولم يجسر واحد من من الناس أن يخلصها منهم ". و غير خطف الستات و الصبيان كانو بيقطعوا الطريق على الناس و بيسرقوا غنمهم و بقرهم و فراخهم و غيرها وبيسرقوا بضايع البياعين البسطا اللى بيبيعوا حاجات زى الجبنه و البيض و السمنه و " صارت أهل مصر معاهم فى غاية الضنك من كل وجه " [7] و ده فى الوقت اللى كان خاير بك عمال يصدر قرارات و يعدم فى الناس على اتفه الاسباب ايشى بالشنق و ايشى بالتوسيط و ايشى بالتخزيق.
ايام سليمان الاولانى
فى 31 اكتوبر 1520 وصل قاصد من استنبول و معاه مرسوم لخاير بك من عند السلطان سليمان ابن سليم شاه بلغه فيه ان السلطان سليم شاه اتوفى و ان سليمان بقى السلطان الجديد فحزن خاير بك و بعت اتنين ينادوا بالتركى و اتنين ينادوا بالعربى فى الشوارع : " ترحموا على الملك المظفر سليم شاه، وادعوا بالنصر للملك المظفر سليمان " ، فقالت الناس : " سبحان مهد الجبابره " ، و أمر خاير بك بالصلا على سليم شاه صلاة الغيبه فى جامع القلعه و كل جوامع القاهره و الخطبه على المنابر بإسم السلطان سليمان ، و راحت جماعه من الانكشاريه على حارة زويله اللى ساكنين فيها اليهود عشان ينهبوها إكمن بيتقال إن العاده عندهم انهم ينهبوا حارات اليهود لما يموت سلطانهم لكن خاير بك منعهم فغضبوا منه و هددوا بإنهم حا ينهبوا كل القاهره لكن خاير بك قدر يسيطر عليهم بعد ما دفع لكل واحد فيهم تمانين دينار ، فلما سمع الأصبهانيه بالموضوع راحوا لخاير بك و قالوه له انه لازم يدى كل واحد منهم تمانين دينار زى ما إدى الانكشاريه، فرد عليهم " الانكشاريه مماليك الخندكار ( يعنى السلطان ) و أنتم خدامه بجوامك ( يعنى مرتزقته بأجور )، وما عندى مال صرفه عليكم " ، فمشيوا من عنده و هما زعلانين و قرروا انهم ينهبوا الزينات اللى كانت متعلقه فى القاهره بمناسبة تنصيب السلطان سليمان ، ففكت الناس الزينات بسرعه و حصلت اضطرابات فى الشوارع.
عثمنة مصر
استمرت عملية عثمنة مصر و تبديل احوالها فى كل حاجه ، و فى نوفمبر 1521 وصل مندوب من السلطان العثمانى و معاه دراع حديد و سنج نحاس و أرطال بطول و و أوزان غير اللى كانو مستخدمين فى مصر و اتنادى فى القاهره إن الأطوال و الأوزان الأسطنبولى دى حلت محل الأطوال و الأوزان المصريه و إن على التجار و البياعين انهم يمتثلوا للأوامر و ما يتعاملوش بغير الأطوال و الأوزان دى ، و إن اللى حايخالف مرسوم الخوندكار حايتشنق على باب دكانه. و بكده غير الأتراك نظم الأطوال و المكاييل فى مصر. اتعملت كمان ضريبه على الجواز و الطلاق على " اليسق العثمانى " فبقت ناس كتيره لا قادره تتجوز و لا تطلق من كترة المصاريف. بيقول ابن اياس : " فصار الذى يتزوج او يطلق غرامته نحو 4 أشرفية، فإمتنع الجواز والطلاق فى تلك الأيام، وبطلت سنة النكاح و الأمر لله فى ذلك " .[8] ابتدع خاير بك وظيفه جديده اسمها " مفتش الرزق الجيشيه " و عين فيها واحد اسمه " ابن الجاكيه " مهمته انه يدور فى دفاتر رجال الدوله و الناس عن اقطاعات و ممتلكات اخدوها من غير وجه حق ، الهدف كان بطبيعة الحال هو الاستيلاء على ممتلكات الناس مش العدل ، و بالشكل حصلت مظالم كبيره و قدر مفتش الرزق ده انه يستولى على ممتلكات ناس كتيره كانت معاهم مكاتيب شرعيه ، بيقول ابن إياس : " وحصل للناس منه الضرر الشامل، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم " [9]
فى ديسمبر 1521 نزل خاير بك مراته خوند مصر باى من القلعه و سكنها فى مدرسته اللى فى باب الوزير إكمن مراته أم عياله اللى كانت عايشه فى استنبول رجعها السلطان سليمان على مصر فحزنت خوند مصر باى اللى كان اتجوزها على مراته فى بداية نيابته على مصر. و فى 23 ابريل 1522 وصل سنان بك و ده كان امير تركى من المقربين لسليم شاه و كان والى انطاليا فبعته السلطان سليمان على مصر عشان يبقى أمين على خاير بك ، و خرج الاخير و استقبله استقبال كبير عند باب البحر فى بولاق و شقوا القاهره على حصنتهم و وراهم الطبل و الزمر فى موكب حافل اترفعت فيه الأعلام التركيه الحمرا فوق رووسهم.
سنة 927هـ / 1521م شافت اعدامات كتيره عملها خاير بك و معظمها كانت اعدامات ظالمه ، بيقول ابن إياس : " وفى دى السنة قتل ملك الأمراء من الناس ما لا يحصى عددها بتوسيط وشنق وخوزقة، و أكثرها راح ظلما " .[10]
عزل قضاة مصر
فى اول مايو 1522 وصل عسكر عثمانى من الاصبهانيه تحت قيادة أمير تركى اسمه خضر ، بعتهم السلطان سليمان عشان يحلوا محل زمايلهم اللى استدعاهم لاستنبول ، فخرج خاير بك لاستقبالهم و لما دخلوا القاهره هجموا على البيوت و ضربوا سكانها و طردوهم منها عشان يستولوا عليها و يسكنوا هما فيها. مع الاصبهانيه دول وصل قاضى تركى معاه مرسوم من السلطان سليمان بيقول ان القاضى ده شغلته اسمها " قسام " و معناها انه مسئول عن كل الاتراك فى مصر وان اوامره نافذه و مايحقش لحد معارضته و ان مرتبه حايكون عشر كل تركه بتدخل بيت المال ، و انه فوق كده حايكون المسئول عن عقود جواز كل المماليك الجراكسه و كل الاتراك بمعنى ان رسوم الجوازات دى تدفع له هو مش للقضاه المصريين وبكده ابتدى الاتراك ينتزعوا الوظايف من قضاة و مشايخ مصر ، و بيقول ابن إياس " و ملك الأمراء (خاير بك) يعينهم على ذلك الظلم، فأين المهرب ؟ " ، و ضاف :
رعاة الشاة تحمى الذئب عنها .:. فكيف إذا الرعاة هى الذئاب
بعدها بكام اسبوع وصل تركى تانى اسمه " جلبى " بمرسوم من السلطان سليمان بيقول انه قاضى العسكر وان السلطان قرر ابطال نظام القضاه الأربعه فى مصر و ان القاضى التركى " جلبى " هو المسئول عن الاحكام الشرعيه عن المذاهب الأربعه و ممنوع على أى حد من القضاه المصريين انهم يصدروا حكم شرعى من غير العرض على قاضى العسكر التركى. لما خاير بك قرا المرسوم بعت للقضاه الأربعه و قالهم " ولا تتكلموا فى الأحكام الشرعية قاطبة، حسبما رسم السلطان سليمان " ، يعنى عزلهم ، و بكده زال من مصر نظام القضاه الأربعه اللى كان عمله " الظاهر بيبرس " سلطان الدوله المملوكيه سنة 1262 و مشيت مصر و ارتاحت عليه لأكتر من قرنين ، و قعد القضاه الاتراك الجايين من استنبول مكان القضاه المصريين. من ناحيه تانيه، عزل القضاه الاربعه كان تطور خطير جداً حيث ان القضاه المصريين الأربعه دول كانو بيعتبروا قوة الشريعه فى الدوله المصريه و كانت كلمتهم ليها وزنها و هى النافذه على سلاطين الدوله المملوكيه و السلطان ما كانش يقدر يمرر قانون من غير موافقتهم [11]، و وقت الحروب كانو بيروحوا وياه لميدان المعركه. عزلهم كان معناه ان الاتراك العثمانليه بقوا متحكمين فى كل القوانين الشرعيه اللى بتصدر فى مصر من غير رقيب.
قهر ستات مصر
اتعرضت الستات و الصبيان للخطف و الاغتصاب على ايد الاتراك العثمانليه. و عشان يزيد قهر الستات و اذلالهم كمان و كمان غير قاضى العسكر التركى قوانين الجواز و المهر و الصدقه فى مصر بطريقه مجحفه فى حق الستات ، و بعد ما كانت الست المصريه محترمه و موقره فى العصر المملوكى لدرجه كانت بتدهش الأغراب و لدرجة ان ست وصلت فيه لمنصب " سلطانه " ، ابتدى عصر قهرها و ذلها مع بقية المصريين ، التركى برر فرض قوانين الأناضول الرعويه على المصريات بقوله : " قصدى أمشى ستات مصر على طريقة ستات اسطنبول مع أزواجهن، عادتنا إذا دخل الرجل على مراته تعطيه نصف المهر الذى أعطاه لها، و أن الرجل لا يقرر لمراته كسوة ولا نفقة فى صداقها،لكن يكسيها هو فى كل سنة جوخه و قميصين، و يطعمها فى كل يوم بما يختار من قليل أو كثير، وتغزل وتكسى زوجها كل سنة ".
فى 12 يونيه 1522 بعت خاير بك و قاضى العسكر التركى المناديه ينادوا بالتركى و العربى فى شوارع القاهره إن خروج الستات للأسواق اتمنع بتاتاً و مصرح بس للعجايز و ان ممنوع على الستات انهم يركبوا حمار متأجر و ان الستات اللى حا يعصوا الأوامر حا يتضربوا و يتربطوا من شعرهم فى ديل حصان و يتلف بيهم فى شوارع القاهره. و بعدها بكام يوم اتعدل القانون بمنع الستات من الخروج من البيوت مش بس من روحان الأسواق و من ركوب الحمير المتأجره و ان لو مكارى ركب ست على حماره حا يتشنق .[12]
اتحولت مصر لنهيبه و اتحول المصريين رجاله و ستات لعبيد مقهورين فى ايد المستعمرين الأتراك الجايين من الأناضول ، الستات و ولادهم بقوا بيغتصبوا و بتتعملهم قوانين مذله و بقى بيتحرم عليهم الخروج من بيوتهم ، و الرجاله لحد التجار و الفقهاء و غيرهم بقوا بيتخطفوا و بيتحطوا فى الحديد عشان يسرق الاتراك مراكبهم لنقل عساكرهم ، و بقوا الفلاحين عايشين فى رعب و بيستخبوا. فى أواخر يونيه 1528 خطف الأتراك أكتر من ألفين مصرى و سجنوهم و ماتت منهم اعداد كبيره من الجوع و الحر. بيوصف ابن إياس : " ونزل على أهل مصر نازلة عظيمة بسبب ذلك لم يسمع بمثلها قط .[13] فى الأيام دى كان السلطان سليمان رايح يغزو جزيرة رودس و اتنادى فى القاهره بخروج عسكر المماليك الجركس لرودس لمساعدة الأتراك و ان اللى يتأخر فى الخروج حايتشنق ، و اضطربت احوال مصر اضطراب كبير.
فهرست
- ↑ ابن إياس، 208/ج5
- ↑ ابن إياس، 151/ج5
- ↑ ابن إياس، 404/ج5
- ↑ ابن إياس، 206-207/ج5
- ↑ ابن إياس، 221/ج5
- ↑ ابن إياس، 295-296/ج5
- ↑ ابن إياس، 292-294/ج5
- ↑ ابن إياس، 418/ج5
- ↑ ابن إياس، 424-425/ج5
- ↑ ابن إياس، 426/ج5
- ↑ حسين فوزى، 42
- ↑ الست المصريه فى العصر المملوكى قبل ما تتنكب مصر بعثمانية الأناضول ماكانتش منغلقه أو منزويه لكن كانت بتخرج تشترى و تتفسح و كانت بتكلم البياعين الرجاله و تهذر معاهم و تساومهم بطريقه عاديه ، و ساعات جوزها كان بيروح معاها و يسيبها تتسوق براحتها و يروح هو يشترى احتياجاته ، و العاده ان الست المصريه هى اللى كانت بتشترى لجوزها هدومه. و فى العاده الراجل ما كانش بيقدر يمنع مراته من الخروج للتسوق و لو حصل " لوقع التشويش بينهما، و يئول الأمر لالفراق " زى ما كتب المؤرخ ابن الحاج. الست المصريه كان ليها مكانه محترمه فى المجتمع المصرى و كانت هى المسئوله عن بيتها و بتديره من غير تدخل الراجل. من أسماء الستات اللى كانت منتشره أياميها أسامى زى " ست الكل " و " ست الناس " و " ست الخلق ".
- ↑ ابن إياس، 464-465/ج5
المراجع
- ابن إياس : بدائع الزهور فى وقائع الدهور، تحقيق محمد مصطفى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة.
- ابن اجا، محمد محمود الحلبى : العراك بين المماليك والعثمانيين الأتراك، دار الفكر، دمشق 1986.
- ابن زنبل، أحمد الرمال : واقعة السلطان الغورى مع سليم العثمانى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1998.
- ابن الوكيل، يوسف الملوانى : تحفة الأحباب بمن ملك مصر من الملوك والنواب، دار الافاق العربية، القاهرة 1999.
- ابن طولون الصالحى، شمس الدين : مفاكهة الخلان فى حوادث الزمان، دار الكتب العلمية، بيروت 1998.
- حسين فوزى : سندباد مصرى، جولات فى رحاب التاريخ، دار المعارف، القاهرة 1990.
- محمد زيد بك : تاريخ الدولة العلية العثمانية، تحقيق احسان حقى، دار النفائس، بيروت 1981.