مؤرخين مصر فى العصور الوسطى

من ويكيبيديا، الموسوعه الحره
مؤرخين مصريين كتار أرخوا لمصر فى العصور الوسطى

مؤرخين مصر فى العصور الوسطى - Historians of Egypt in the Middle Ages - ، فى عصر الدوله المملوكيه (1250 - 1517 ) شافت مصر ازدهار ثقافى كبير شمل حركة تأريخ مش مسبوقه و لا اتكررت بعد كده ، و ظهر فى مصر مؤرخين فطاحل كتبوا مؤلفات تأريخيه ضخمه ساعدت الباحثين و المؤرخين فى العصر الحديث على التعرف على أحوال مصر و منطقة جنوب البحر المتوسط فى العصور الوسطى ، و اهتم الأوربيين بمؤلفات المؤرخين المصريين و ترجموها من المخطوطات القيمه المحتفظ بيها فى المكتبات و المتاحف فى مصر و تركيا و فرنسا و انجلترا و روسيا و المانيا و غيرها و بقت مصدر رئيسى للمعلومات للمؤرخين و الباحثين الغربيين و الشرقيين فى العصر الحديث. المؤرخين المصريين اتميزوا بالموسوعيه و الدقه فى كتاباتهم ، و لانهم فى أحوال كتيره كانوا مقربين لرجال و امرا الدوله المصريه ، و كان فيهم رجال دوله زى الامير المؤرخ بيبرس الدوادار ، فكانت معلوماتهم عن الأحداث و خلفياتها متكامله ، و كانوا بيستعينوا بأعمال بعض لما يستعصى عليهم معرفة او فهم حدث ، و كانوا حريصين على توضيح ده للقارىء عشان ما يتحملوش المسئوليه ، و لما كانوا بيقولوا حاجه مش متأكدين منها او مش مقتنعين بيها كانوا بيقولوا فى بداية النص عشان ينبهوا القارئ. و بكده كانوا مؤرخين موضوعيين و بيكتبوا على اسس تأريخيه سليمه. حركة التأريخ اللى نشطت فى العصر المملوكى اتعرفت باسم المدرسه التأريخيه المصريه.

قلعة الجبل طله ع القاهره ، اتردد اسمها فى كتب المؤرخين المصريين
  • ابن تغرى كان بينتمى لطبقة الامرا المصريين و موظفين الدوله المصريه الكبار و ابوه كان من أكابر الامرا فى عهد السلطان الظاهر برقوق و ابنه الناصر فرج. ابن تغرى الف حوالى اتناشر كتاب أهم اللى فضل منها كتابه الضخم " النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة " اللى أرخ فيه لمصر لغاية سنة 1467. ابن تغرى اهتم بـ النيل و زى المؤرخ ابن أيبك الدوادارى اللى سبق عصره سجل منسوب مايته و فياضانه باعتباره شريان الحياه فى مصر. لما دخل العثمانيين مصر سنة 1517 سليم الاول شاف مخطوطة النجوم الزاهره و امر بنقلها لتركيا فأترجمت هناك للتركى و لسه المخطوطه محتفظ بيها فى مكتبة ايا صوفيا فى استانبول ، و فيه نسخ منها فى القاهره و برلين و سانت بطرسبورج و باريس و مكتبة المتحف البريطانى فى لندن. الكتاب ده ترجم منه المستشرق الهولاندى جونبل ، و نشر اللى ترجمه فى مجلدين ضخمين فى مدينة ليدن ما بين سنة 1851 و سنة 1855 ، و المستشرق الأمريكانى وليم بوبر ترجم منه عشر اجزاء نشرتهم جامعة كاليفورنيا ما بين سنة 1909 و سنة 1929. فى مصر اهتمت دار الكتب المصريه بالكتاب و صورت مخطوطته الموجوده فى آيا صوفيا فى استانبول و حققتها و نشرتها بتوصيه من عبد الخالق ثروت رئيس الحكومه المصريه أياميها ، و نشرته كمان مره سنة 2005 فى 16 جزء. بعد ابن تغرى ظهر مؤرخ كبير تانى اسمه ابن إياس (1448 - 1523).
على القهاوى كان بيتحكى تاريخ مصر
  • ابن إياس بيعتبر من المؤرخين المصريين المميزين جداً من اسلوبه فى الكتابه و من الأحداث اللى ذكرها ، لانه عاصر نهايات عصر الدوله المملوكيه و شاف الأتراك العثمانيين و هما بيحتلوا مصر سنة1517 اللى قال بمناسبته : " نوحوا على مصر لأمر قد جرى .:. من حادث عمت مصيبته الورى ".

جد ابن إياس كان امير كبير فى عهد السلطان الظاهر برقوق ، و أبوه كان على إتصال بالامرا و موظفين الدوله المصريه. إبن إياس كان بيحب الشعر و كان مع التأريخ بيألف أشعار كمان و كان بيعبى كتبه التأريخيه بالأشعار ، و كان بيكتب بإسلوب جميل و بسيط و بيستخدم المصرى اللى بيتكلمه المصريين. اهم كتب ابن إياس اللى فضلت كتاب " بدائع الزهور فى وقائع الدهور " اللى بيعتبر أهم كتاب تأريخى اتكتب عن نهايات الدوله المملوكيه المصريه المستقله و بدايات الإستعمار التركى العثمانلى. و ابن إياس كتب عن الفتره دى بطريقة الحوليات ، و بين قدراته التأريخيه المميزه ، و ده كان من اسباب اهتمام الباحثين و المستشرقيين الغربيين بكتاب بدائع الزهور فعملوا عنه دراسات كتيره ، و كلفت جمعية المستشرقين الألمانيه باحثين مصريين بتحقيق الكتاب و نشرته فى 6 اجزاء ضخمه. و لحد فى الادب المصرى الحديث استلهم الاديب جمال الغيطانى شخصيه حقيقيه من الكتاب و الف رواية " الزينى بركات " اللى لاقت نجاح عالمى و اترجمت للغات كتيره. العصر العثمانلى أرخ له كمان ابن ابو السرور البكرى ( 1596 - 1650 ) اللى بيعتبر اخر مؤرخين مصر العظام بتوع العصر المملوكى مع انه عاش و كتب بعد زوال الدوله المملوكيه.

جمعية المستشرقين الألمانيه اللى نشرت بدائع الزهور لإبن إياس بتهتم بالتراث التاريخى المصرى و نشرت كمان كتاب زبدة الفكرة فى تاريخ الهجرة للمؤرخ الامير بيبرس الدوادار ( ح1247 - 1325 ).

  • بيبرس الدوادار زائد انه مؤرخ كان من أكابر امرا مصر و عاصر عهود كبار سلاطين الدوله المملوكيه البحريه زي الظاهر بيبرس و قلاوون و الأشرف خليل و الناصر محمد بن قلاوون ، و كان حاضر حروب كبيره زي غزو انطاكيه و فتح عكا و قلعة الروم، و معارك كبيره ضد المغول ، و شارك فى أخد و صنع قرارات سياسيه مهمه ، و بيعتبر مصدر موثوق بيه للمعلومات و عشان كده نقل عنه كبار المؤرخين المصريين زى المقريزى و ابن إياس و ابن تغري و العيني وغيرهم. " زبدة الفكرة فى تاريخ الهجرة " بيعتبر أهم كتاب لسه موجود لبيبرس الدوادار.
جرجس بن العميد كان ضليع فى القبطى
  • جرجس ابن العميد ( 1202 - 1273) بيعتبر كمان من أهم المؤرخين المصريين. و أهميته ليها سببين رئيسيين ،الاول انه عاش و كتب فى فتره سبقت فترة زملائه من أمثال المقريزى و ابن تغرى ، و عاصر فتره انتقاليه مهمه فى تاريخ مصر حكم فيها شجر الدر و عز الدين أيبك و الظاهر بيبرس. السبب التانى انه كان مسيحى و بيهتم بتاريخ المسيحيه فى مصر و كان ضليع فى اللغه القبطيه. كل ده اداله اهميه كبيره و بعد إضافي ساعد بقية المؤرخين اللى جم بعده. ابن العميد كان رجل دوله فى العصر المملوكى و اتلقب بـ " الشيخ المكين ". من أهم الكتب القيمه اللى كتبها كتاب " المجموع المبارك " و ده كتاب ضخم أرخ فيه من بداية العالم لغاية عصر الظاهر بيبرس ، و اهتم بيه الباحثين و المستشرقين الأوروبيين واترجم فى ليدن للاتيني حوالي سنة 1625.
  • شهاب الدين النويرى (1278 - 1333) ماكانش بس مؤرخ لكن كمان عالم موسوعى ، و الف كتاب عباره عن دايرة معارف ضخمه اسمها " نهاية الأرب فى فنون الادب " ، اتحطت مخطوطته فى طبعه بتتكون من 32 جزء كبير. الجزء اللى بيخص التاريخ فى الطبعه دى بيمتد من الجزء 25 للجزء 31. مخطوطة الكتاب ده محفوظه فى مكتبة كوبريللى فى استانبول ، و له نسخه مصوره فى دار الكتب المصريه فى القاهره برقم 549 معارف عامه. النويرى عاصر سلاطين مصر الكبار زى قلاوون و الأشرف خليل ، و اتصل بالسلطان الناصر محمد بن قلاوون ، ونقل عنه مؤرخين كتار.
  • النويرى ده غير المؤرخ الاسكندرانى اللى اتعرف باسم النويرى الاسكندرانى اللى الف كتاب عن حملة بيير دو لوزينان ملك قبرص على اسكندريه سنة 1365 ، و اللى اتعرفت باسم " واقعة الاسكندرية " " او ". الكتاب ده اسمه الطويل : " الإلمام بالإعلام فيما جرت به الأحكام والأمور المقضية فى وقعة الاسكندرية " ، و اللى قال فيها عن بيير دو لوزينان : " جه المدينه حرامى و خرج منها حرامى ".
  • ابن أيبك الدوادارى عاش فى حارة الباطليه فى القاهره، و اتعين امير على صرخد وكان هو و ابوه على إتصال بأكابر الأيوبيه والمماليك و شافوا بنفسهم أحداث تاريخيه كتيره و مهمه جداً زي سقوط الدوله الأيوبيه و بزوغ نجم الدوله المملوكيه. كتابه الضخم " كنز الدُرر وجامع الغُرر " بيعتبر من أهم الكتب اللى كتبها و اللى اتكتبت عن العصر الأيوبي و العصر المملوكي و فيه حاجات نقلها عنه المؤرخين الكبار اللى جم بعده بحكم انه حضر بنفسه أحداث حصلت و حكى عنها و ماهيش موجوده فى كتب معاصريه. جمعية المستشرقين الألمانيه نشرت كتابه ده فى تسع اجزاء كل جزء عن فتره تاريخيه معينه أهمها العصر الأيوبى و المملوكى اللى عاصرهم. الجزء التاسع بيختص بفترة حكم السلطان الناصر محمد بن قلاوون اللى بيعتبر من أعظم اللى حكموا مصر على مر التاريخ. ابن أيبك الدوادارى اتلقب بـ مؤرخ النيل لإنه اهتم بـ النيل ، و فى كتابه كنز الدرر كان بيستهل أحداث كل سنه بعنوان ما اتغيرش طول الكتاب و هو " النيل المبارك فى هذه السنه " و بعدين بيدون أحوال النيل و منسوبه فى السنه دى ، و بكده كان اول مؤرخ يعمل كده ، و سبق ابن تغرى فى الموضوع ده. ابن الدوادارى و ابن تغرى كانوا فاهمين تأثير النيل على اقتصاد مصر و على عيشة المصريين أياميها.
  • من المؤرخين المصريين الموسوعيين اللى عاشوا فى العصور الوسطى كان المؤرخ و اللغوى ابو العباس القلقشندى ( 1355 - 1418) اللى اسمه القلقشندى لانه اتولد فى قلقشنده فى القليوبيه. القلقشندى كان علامه لغوى اشتغل فى دار الانشا فى عهد السلطان الظاهر برقوق و الف كتاب مهم جداً اسمه " صبح الأعشى فى صناعة الإنشا ". الكتاب ده اطبع فى 15 جزء ، و بيعتبر من أهم الكتب اللى اتكبت فى مصر فى العصور الوسطى لانه شرح فيه مصطلحات الدوله المملوكيه اللى كانت مستخدمه و دون فيه نصوص مراسلات الدوله و السلاطين و المعاهدات اللى عملوها ، وبكده بقى كتابه مش مجرد تأريخ و بس لكن كمان شرح وافى لنظام الحكم والاداره فى العصر المملوكى.
  • من المؤرخين اللى خدموا فى دار الانشا زى القلقشندى ، و لعبوا دور كبير فى تطويرها و النهوض بيها كان المؤرخ محيى الدين بن عبد الظاهر (1223 - 1292) اللى اتلقب بـ "شيخ اهل الترسل" و "الكاتب الناظم الناثر". ابن عبد الظاهر كان قاضى و اتعين رئيس لدار الانشا اللى كانت مسئوله عن مراسلات الدوله المصريه ، و كان اول " كاتب سر " اتعرف فى الدوله المصريه ، فبالتالى كان مطلع على احداث كتيره فى عصره. ابن عبد الظاهر عاصر سلاطين كبار زى قطز و الظاهر بيبرس و قلاوون، والأشرف خليل. و دخل مصطلحات جديده فى المراسلات و كتابة العقود ، و هو اللى كتب جواب الظاهر بيبرس لـ بركاى خان ملك القبيله الدهبيه المغوليه عشان يألبه على هولاكو و يضمه لصف بيبرس. ابن عبد الظاهر كان له اسلوب بديع فى الكتابه و القلقشندى قال عنه انه كان " من فحول الكتاب ". فوق كده، ابن عبد الظاهر أرخ للسلطان بيبرس و كتب سيرته فى كتاب مشهور اسمه " الروض الزاهر فى سيرة الملك الظاهر " اللى كتب فيه معلومات مهمه و متكامله عن عصر الظاهر بيبرس. مخطوطة الكتاب ده وصلت للعصر الحديث تقريباً كامله و مش ناقصها الا كام صفحه ، و لولا كده كانت غابت معلومات كتيره عن الباحثين و المؤرخين فى العصر الحديث عن احداث عصر بيبرس. مخطوطه الكتاب محتفظ بيها فى مكتبة الفاتح فى إستانبول ، و فيه مخطوطة تانيه فى المتحف البريطانى فى لندن ضاعت منها هى كمان كام صفحه. ابن عبد الظاهر أرخ كمان للسلطان المنصور قلاوون و ابنه الأشرف خليل فى كتابين مهمين اسمهم " تشريف الايام والعصور فى سيرة الملك المنصور " و " الألطاف الخفية من السيرة الشريفة السلطانية الأشرفية " و كان ليه كتاب تانى مهم اسمه " الروضة البهية الزاهرة فى خطط المعزية القاهرة " و الكتاب ده مالهوش مخطوطات اتلاقت لكن المقريزى لحسن الحظ نقل عنه فى كتابه " المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والأثار - الخطط المقريزية ".
  • غير دول كان فيه الأدفوى و السيوطى و السخاوى و غيرهم. المدرسه التأريخيه المصريه فى العصور الوسطى او بالأحرى فى عصر الدوله المملوكيه كانت ظاهره و منظومه علميه مذدهره و متطوره مالهاش مثيل مش فى مصر بس لكن فى كل العالم.

المراجع

  • ابن إياس: بدائع الزهور فى وقائع الدهور ( 6 مجلدات )، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1982
  • ابن إياس : بدائع الزهور فى وقائع الدهور ( ملخص )، مدحت الجيار (دكتور)، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 2007.
  • ابن أيبك الدوادارى : كنز الدرر وجامع الغرر، المعهد الألماني للآثار الاسلامية، القاهرة 1971.
  • ابن تغرى: النجوم الزاهرة فى ملوك مصر و القاهرة، دار الكتب و الوثائق القومية، مركز تحقيق التراث، القاهرة 2005
  • بيبرس الدوادار : زبدة الفكرة فى تاريخ الهجرة، جمعية المستشرقين الألمانية، الشركة المتحدة للتوزيع، بيروت 1998.
  • جمال الدين الشيال (استاذ التاريخ الاسلامي): تاريخ مصر الاسلامية, دار المعارف، القاهرة 1966.
  • محيى الدين بن عبد الظاهر : الروض الزاهر فى سيرة الملك الظاهر، تحقيق ونشر عبد العزيز الخويطر 1976
  • محيى الدين بن عبد الظاهر : تشريف الايام والعصور فى سيرة الملك المنصور، تحقيق د. مراد كامل، الشركة العربية للطباعة والنشر، القاهرة 1961.
  • المقريزى : السلوك لمعرفة دول الملوك ، دار الكتب، القاهرة 1996.
  • المقريزي : المواعظ و الاعتبار بذكر الخطط والأثار، مطبعة الادب، القاهرة 1968.
  • المقريزي : إغاثة الامة بكشف الغمة، تحقيق جمال الدين الشيال ، مكتبة الثقافة، القاهرة 2000
  • شهاب الدين احمد بن عبد الله النويرى : نهاية الأرب فى فنون الادب ، مركز تحقيق التراث ، القاهرة 1992.
  • القلقشندى : صبح الأعشى فى صناعة الإنشا، دار الفكر، بيروت.
  • الموسوعة الثقافية ، مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر، القاهرة - نيو يورك 1972