معركة حمص التانيه

من ويكيبيديا، الموسوعه الحره
معركة حمص التانيه
 
التاريخ 29 اكتوبر 1281  تعديل قيمة خاصية بتاريخ (P585) في ويكي بيانات
الموقع حمص  تعديل قيمة خاصية المكان (P276) في ويكي بيانات


34°43′23″N 36°42′52″E / 34.723185°N 36.714462°E / 34.723185; 36.714462  تعديل قيمة خاصية الإحداثيات (P625) في ويكي بيانات

خريطة
معركة حمص (1281) بين اباقاخان و السلطان قلاوون

معركة حمص التانيه معركه كبيره قامت بين الجيش المصرى بقيادة السلطان قلاوون و جيش مغول الايلخانات ( مغول فارس ) بقيادة منگوتيمور اخو الايلخان اباقاخان ابن هولاكو فى جنوب حمص فى سنة 1281. انتهت المعركه بهزيمه كبيره للمغول.

فى سنة 1277 خرج الظاهر بيبرس بالجيش و راح يهاجم قيساريه عاصمة دولة السلاجقه اللى كانت تابعه للمغول ، و بعد ما انتصر فى معركة الأبلستين دخل قيساريه و قعد على العرش فى القصر السلطانى ، و بعد ما قضى اسبوع هناك قرر انه يرجع مصر لكن اتوفى فى السكه فى الشام ، فاتولى الحكم ابنه السعيد بركه قان ، و بعد ما حكم حوالى سنتين عزله الامير قلاوون و نصب مكانه أخوه الطفل سلامش ، و بعد سلامش ما قعد على عرش مصر 100 يوم عزله قلاوون و قعد هو على العرش. فى الظروف دى انتهز اباقاخان ايلخان فارس فرصة ارتباك الأوضاع السياسيه فى مصر و قرر انه يستولى على الشام.

المعركه

منگوتيمور اخو آباقاخان راح بجيش مغولى على قيساريه ، عاصمة دولة السلاجقه، وعرف قلاوون من أسير مغولى ان المغول بيستعدوا لغزو الشام بحوالى 80 الف محارب ، فخرج قلاوون بالجيش المصرى و انضمت ليه قوات من الكرك بعتها الملك المسعود خضر ابن الظاهر بيبرس. الجيش المغولى كان متقسم على جيوش ، من ضمنها جيش بيتكون من حوالى 3000 فارس بيقوده آباقاخان اللى كان معاه حاكم ماردين ، راح على الرحبه و اتوقف هناك. طلايع جيش المغول كان بيقودها منگوتيمور ، و ابتدت الناس تهرب من حلف و حماه و حمص و هما مرعوبين لما شافت الطلايع. وراح قلاوون بجزء من الجيش على المرج و عسكر هناك و بعدين راح على حمص و معاه كل الجيش ، و وصل الامير سنقر الأشقر و الامرا الظاهريه ( امرا الظاهر بيبرس ). لما وصلت الأخبار ان المغول بيقربوا استخبى الناس فى جامع دمشق و فى المصلى بره دمشق و قعدوا يدعوا و يعيطوا ، و على الجبهه اتجهز الجيش و استعد للمعركه. جيش مصر كان فيه حوالى 800 من المماليك السلطانيه .[1]

وصل المغول لأطراف حلب و وقف آباقاخان فى الرحبه ، و راح منگوتيمور على عين تاب على راس جيش بيضم 50 الف محارب مغولى و 30 الف محارب كرجيين و روم و أرمن و صليبيين ، و هاجم حماه و خرب اماكن فيها.

بيقول مؤرخ المغول رشيد الدين الهمذانى فى فصل " حكاية توجه آباقاخان لناحية الشام و اشتباك منگوتيمور مع المصريين " ان جيش المغول كان عرض صفوفه حوالى 20 كم .[2]

بدت المعركه فى صباحية يوم 29 اكتوبر 1281 ، و اصطدمت ميسرة جيش آباقاخان اللى كان بيقودها " اليناق " و " طايجو بهادر " و " هولاجو " و " قربوقاى " بميمنة جيش مصر صدمه جامده لكن العسكر صمدوا و ضربوا ميسرة جيش المغول ضربه جامده ، و دخلوا على القلب الموجود فيه منگوتيمور. لكن ميسرة الجيش ما صمدتش قدام ميمنه المغول اللى كان قوامها جيش " هندوقور " و بيقودها " مازوق آقا " ، وانكسر جناح القلب من جهة الشمال و جريوا المغول ورا العساكر لغاية حمص اللى قفلت أبوابها ، و فضلت عساكر منهم تجرى لغاية ما وصلوا غزه و اتخضت الناس هناك. لا عسكر الميسره اللى هربوا و لا المغول اللى بيطاردوهم كانوا دريانين ان عسكر قلاوون انتصروا فى الميمنه و ضربوا قلب الجيش المغولى و دمروه ، و ان منگوتيمور نفسه وقع من على حصانه و انجرح و هرب و وراه جيشه جزء هرب ناحية سلميه و الصحرا و جزء هرب على جهة حلب و الفرات. لما رجعت ميمنة المغول اللى كانوا بيطاردوا العسكر المنهزم طلع عليهم قلاوون بقواته و قضى عليهم ، و بكده انتهت معركة حمص التانيه بنصر حاسم لقلاوون و هزيمه كبيره لآباقاخان اللى كان مستنى فى الرحبه و هرب على بغداد لما عرف ان جيشه اتغلب .[3][4][5]

طار الحمام و نزل فى القاهره ببشرة النصر الكبير ، ففرح المصريين و زينوا الشوارع و نصبوا أقواس النصر ( كانت اياميها بتتسمى قلاع ) ، و استنوا رجوع قلاوون و الجيش المصرى ، و لما رجع قلاوون دخل القاهره و صناجيقه مرفوعه فوق راسه و معاه اسرى المغول و طلع قلعة الجبل ، و دخل جيش مصر من باب النصر بالاسرى و صناجق المغول منكسه و مكسره ، و مشيوا فى شوارع القاهره لغاية باب زويله وسط هتافات المصريين .[6]

غضب آباقا اللى اتصاب بذهول و احباط من هزيمة جيشه ، و قال لمنگوتيمور : " كان أحسن انك انت و الجيش تموتوا ولا تتغلبوا " [7] ، و اتوعد انه حايعاقب المقصرين لما ينعقد مجلس المغول ( قور يلتاى ) فى الصيف ،و وعد بانه حا يروح على الشام السنه الجايه و حا يقود الجيش بنفسه [8] ، لكن هو و منگوتيمور اتوفوا سنة 1282.

اتكتبت قصايد كتيره تمجد انتصار جيش مصر على المغول فى معركة حمص التانيه و منها قصيده لركن الدين بيبرس الفارقانى قال فيها :

أتى مثل الغمام بجيش مصر .:. وكوسات كأصوات الرعود لها وقع ترن الارض منه .:. وترعد منه أفاق الوجود

فهرست و ملحوظات

  1. المقريزى ، 2/145
  2. الهمذانى ، 83
  3. المقريزى ، 2/148-146
  4. الهمذانى ، 84-82
  5. الشيال ،165
  6. المقريزى ، 2/153
  7. المقريزى ، 2/150
  8. الهمذانى ، 84

مراجع

  • رشيد الدين فضل الله الهمذانى : جامع التواريخ، الايلخانيون، تاريخ ابناء هولاكو من آباقاخان الى كيخاتوخان ، دار احياء الكتب العربية.
  • جمال الدين الشيال (استاذ التاريخ الاسلامي): تاريخ مصر الاسلامية، دار المعارف، القاهرة 1961.
  • المقريزى : السلوك لمعرفة دول الملوك ، دار الكتب, القاهرة 1996.
  • ابو بكر بن عبد الله بن أيبك الدوادارى : كنز الدرر وجامع الغرر، ( 9 اجزاء) مصادر تأريخ مصر الاسلامية ،المعهد الألماني للآثار الاسلامية، القاهرة 1971.
  • القلقشندى : صبح الأعشى فى صناعة الانشا ( 16 جزء )، دار الفكر، بيروت.
  • Amitai-Preiss, Reuven, Mongols and Mamluks: The Mamluk-Ilkhanid War, 1260-1281 ، Cambridge University Press 2004, ISBN 0-521-52290-0
  • Curtin, Jeremiah,The Mongols, A History,Da Capo Press 2003 ISBN 0-306-81243-6