محمد درى باشا

من ويكيبيديا، الموسوعه الحره
محمد درى باشا

معلومات شخصيه
الميلاد سنة 1841


القاهره

الوفاة سنة 1900 (58–59 سنة)


القاهره

الجنسيه {{بيانات بلد خطأ: لا توجد وحدة بهذا الاسم "تحويلات بلاد".|علم ديكو/صميم |variant=|size=}} مصرى
اللغه الام اللغه المصريه الحديثه   تعديل قيمة خاصية اللغة الام (P103) في ويكي بيانات
اللغات المحكيه او المكتوبه عربى ،  واللغه المصريه الحديثه   تعديل قيمة خاصية اللغه (P1412) في ويكي بيانات

الدكتور محمد درى باشا أو محمد درى باشا الحكيم (1841م - 1900م) جراح مصري، كان أستاذ لعلمى التشريح والجراحة بمدرسة طب قصر العينى،[1] وصفه على باشا ابراهيم بأنه "سيد الجراحين فى زمانه".[2]

مولده و أسرته[تعديل]

تولد محمد درى بن عبد الرحمن بن أحمد بالقاهرة سنة 1841م،[3] و كان أبوه السيد عبد الرحمن أحمد قد نزح من محلة أبو على القنطرة بالغربية (تتبع المحله الكبرى دلوقتى) لالقاهرة بعد ما دخل الخدمة العسكرية فى عهد محمد على باشا.[4]

تعليمه[تعديل]

على باشا مبارك كما رسمه محمد درى باشا، تظهر الصورة فى صدر كتابه عن حياة على مبارك

فى السابعة من عمره ، دخل مدرسة المبتديان، غير أنه لم يلبث فيها إلا شوية أشهر بعدين قفلها الخديو عباس الأول ـ فى تلك السنة اللى عرفت بسنة (البرار والبراماز)، أى سنة ما ينفع وما لا ينفع[4] ـ فنقل مع فئة منتخبة من التلامذة لالمدرسة التجهيزية بالأزبكية، بعدين نقل مع زملاته ثانيةً لمدرسة أبى زعبل، حيث أتم دروسه، قبل ما يقع الاختيار عليه ليصير تلميذًا بمدرسة المهندسخانة ببولاق (وكان ناظرها على باشا مبارك[4] وذلك رغم ميله لدراسة الطب، و هو الميل اللى باح به محمد درى لناظر المهندسخانة.[5] غير أن مبتغاه لم يتحقق إلا سنة (1852 أو 1853 م)،[4] و كان ذلك بمساعدة على باشا مبارك، اللى حفظ له درى الجميل، و ألف بعدين كتاب عن سيرته.[5][6]

إغلاق مدرسة الطب[تعديل]

غير أن الأمور لم تجرِ كما يشتهى محمد دري، إذ دُعى تلاميذ مدرسة الطب فى عهد سعيد باشا لالديوان الخديوى بالقلعة، وتم هناك فرز التلاميذ، فأمر الخديو بطرد التلاميذ حديثى السن اوى من المدرسة، و إلحاق متوسطى السن بالشوشخانة السعيدية (أورطة عسكرية)، و إلحاق المتقدمين فى السن بالمدرسة العسكرية فى طرة، و كان محمد درى من المتوسطين فى السن، فألحق بالعسكرية، وصرفت لهم الملابس والمهمات العسكرية، و أقفلت مدرسة الطب، وغلب اليأس على تلاميذها السابقين،[4] غير أن درى واصل دراسة الطب من الكتب اللى توصل ليده.[5]

وبعد حين صدرت الأوامر بالعفو عنهم وجعلهم تمرجية (ممرضين) بالجيش، وبقى محمد درى تمرجى بالجيش يتنقل من أورطة لأورطة، ومن آلاى لآلاي، لحد نال رتبة الجاويش، بعدين جت (الكوليرا) ، فاشتغل درى فى معالجة المرضى، وبدأ من كده العهد فى تأسيس آرائه العلمية فى ده المرض وتدوين مشاهداته حوله، و نشر دى بعدين فى رسالة سماها "الإسعافات الصحية فى الأمراض الوبائية الطارئة على مصر".[4]

إعادة افتتاح المدرسة[تعديل]

بعد كده بقليل رجع كلوت بك ـ مؤسس المدرسة الطبية المصرية ـ لمصر، والتمس من واليها سعيد باشا إعادة المدرسة الطبية لما كانت عليه، فأجابه لذلك، و أصدر أمره بجمع تلامذتها من الآلايات و إعادتهم لالمدرسة، فعاد درى ورفاقه ليها، وواصل دراسته لحد تخرج وعُين بيها مساعدً ومعيدًا لعلم الجراحة بمرتب شهرى قدره 3 جنيهات.[4]

بعثة باريس[تعديل]

الدكتور اوجست نيلاتون، واحد من أساتذة محمد درى فى باريس

وفى سنة 1861 توجه سعيد باشا لاوروبا، وصحبه فى رحلته محمد على باشا البقلى، فشاهد تقدم الجراحة فى اوروبا، فقرر الخديو إرسال فريق من النابغين من المدرسة الطبية المصرية لباريس ليتقنوا ده الفن ويعودوا لمصر فى وقت قريب توفير للنفقات، فبعث بهذه الإرسالية سنة 1862 وفيها محمد دري، و كان أصغر المبعوثين سن ورتبة، و بعد أقل من سنه توفى سعيد باشا وخلفه إسماعيل باشا فعرض عليه شافعى بك الحكيم ناظر مدرسة الطب استرجاع دى الإرسالية لأن مصر فى حاجة لأطباء، فصدر أمر إسماعيل بإرجاعهم فعادوا جميع ما عدا محمد درى لصغر سنه،[4] و كان الخديو إسماعيل قد راجع بنفسه كشف بأسماء أعضاء دى البعثة العلمية، فلفت نظره أن سن بعضهم تقارب الخمسين، و أن ستة منهم يحملون رتبة البكوية.[5]

واصل درى دراسته وتتلمذ على أشهر جراحى ذلك العصر، ومنهم الدكتور اوجست نيلاتون (1807 ـ 1873)، اللى لازم درى عيادته الجراحية سنتين كاملتين لفت خلالهما نظر أستاذه، اللى بشره بمستقبل مجيد وحث رفاقه على الاقتداء به.[4]

بقى درى بباريس لأن نال شهادة الطب، فأراد رئيس الإرسالية هناك إعادته لمصر، لكن درى التمس إبقاءه مدة تانيه لإتمام العمل فى بقية المستشفيات فألح عليه الرئيس فى الرجوع لمصر، وبلغ ذلك الدكتور نيلاتون فكتب لرئيس الإرسالية يقول: " لازم الالتفات لدرى المصرى والعناية بشأنه لأنه قلّ أن فيه له نظير فى الإقبال على العمل والاستفادة بما يشاهده، و إننى منه فى غاية الامتنان و أُثنى عليه أحسن الثناء"، فاقتنع رئيس الإرسالية بذلك، وصادف أن وصل الخديو إسماعيل لفرنسا، فلقيه الدكتور نيلاتون و أثنى له على محمد دري، و أيده فى ذلك أطباء فرنساويين تانيين كانو فى حمامات فيشى، فأمر الخديو بمنح درى شوية كتب وبعض الآلات الجراحية ومبلغًا من المال، فاشترى درى بده المال بعض القطع التشريحية، جابها معه لمصر عند عودته.[4]

عودته لمصر وعمله بيها[تعديل]

خبر بعدد فبراير 1895 من مجلة المقتطف عن واحد من منجزات درى بك الجراحية

فى سنة 1286هـ رجع درى لمصر بعد ما قضى فى فرنسا نحو سبع سنين ، فاتمنح رتبة (صاغقول أغاسي) (رائد)، وعين حكيمباشى قسم العطارين اسكندريه، بعدين عين حكيم ثانى لقسم الجراحة بمستشفى الإسكندرية، وبقى به لأواخر سنة 1871، بعدين نُقل لالقاهرة وعين معلم ثانى لعلم التشريح وجراح باشى اسبتالية الستات بالقصر العيني، وبقى فيها لحد سنة1874 ، بعدين عين معلم أول لعلم التشريح وجراح باشى اسبتالية الستات، ورُقى لرتبة (بكباشي) (مقدم)، بعدين رقى سنة 1877 لرتبة أميرالاي، وبقى فى مستشفى قصر العينى بوظيفة جراح باشى و أستاذ أول الجراحة والإكلينيك الجراحى لسنة 1881، و هو العام اللى اتمنح فيه رتبة المتمايز، وفى سنة 1897 اتمنح رتبة ميرميران (رتبة عثمانية) الرفيعة الشأن.[4]

كان درى باشا شديد الاهتمام بتدوين الملاحظات المرضية، و كان يدونها فى دفتر خاص بالمريض مسجل به بالتفصيل اسم المريض ومرضه والعلاج اللى عولج به وتاريخ سير العلة، و جمع درى باشا ذلك كله فى مجموعة أهداها لالقصر العينى لما أحيل لالمعاش، فحُفظت هناك، وكُتب عليها "مجموعة محمد درى باشا الحكيم".[4]

كان درى باشا يقتنى بمنزله مجموعة تشريحية جه بيها من اوروبا فضل عن مقتنيات تانيه، زى ما كان بمدرسة قصر العينى معرض لما استخرجه من الحصوات المثانية والنواسير والأورام و غيرها،[4] و نشرت مجلة المقتطف فى باب "أخبار الأيام" بعددها الصادر فى (فبراير 1895 م) ده الخبر: (أخرج الدكتور محمد درّى بك الجراح الشهير حصاة لعابية من حلق رجل وزنه 25 جرام، ويقال إنها اكبر حصاة لعابية أُخرجت لحد دلوقتى . ولم يحصل للمريض تقيح ولا التهاب،لكن رجع يتكلم ويزدرد الطعام، و كان ذلك عسر عليه لكبر الحصاة[7]

الحرب العثمانية الروسية[تعديل]

اتبعت محمد درى باشا مع الجيش المصرى اللى شارك فى الحرب العثمانية الروسية (1877 ـ 1878) وعُين حكيمباشى اسبتالية صوفيا، واتمنح نيشان دى الحرب.[4]

المطبعة الدرية[تعديل]

استحضر محمد درى باشا معه من فرنسا مطبعة، و أنشأ المطبعة الدرية لطباعة مؤلفاته ومؤلفات غيره،[4] و كان مقرها حارة السقايين بعابدين.[5]

وقد ذكرت ذلك مجله الهلال فى عددها الصادر فى (يناير 1894) قائلة: (وما يسرنا ذكره أن حضرة الدكتور من الراغبين فى خدمة العلم، والمجتهدين فى نشره وتنشيطه، ويدلك على ذلك أنه ـ على كثرة شواغله فى معاطاة مهنته فى الطب والجراحة ـ قد أنشأ مطبعة خصوصية فى بيته جه ليها بسائر معدات المطابع لطبع ما أراد نشره، لا يلتمس على ذلك أجر ولا أجرة)[8]

من مؤلفاته[تعديل]

كتب طبية[تعديل]

  • رسالة فى الهيضة الوبائية: وفيها وصف الهيضة وطريقة معالجتها بالأدوية البسيطة.[4]
  • بلوغ المرام فى جراحة الأقسام: و هو كتاب مطول فى الجراحة فى 4 أجزاء، مزود بالرسوم والأشكال، و طُبعت فى حياته 3 أجزاء من الكتاب فى مطبعته، وتوفى قبل طباعة الجزء الرابع.[4]
  • جراحة الأنسجة: فى 3 أجزاء[3]
  • مختصر الأورام[3]
  • الإسعافات الصحية فى الأمراض الوبائية الواردة على مصر سنة 1300 هـ[1][3]
  • تذكار الطبيب: طبع مرتين، أخيرتهما سنة 1313 هـ، و هو يشمل كل التذاكر الطبية اللى كان يصفها مشاهير الأطباء فى مستشفى قصر العيني، ويقع فى 426 صفحة، ويسهل حمله فى الجيب.[4]

مؤلفات غير طبية[تعديل]

  • النخبة الدرية فى مآثر العيلة المحمدية العلوية: وبه خلاصة تراجم أعضاء العيلة الخديوية مع رسومهم ورسوم أنجالهم.[8]
  • تاريخ حياة المغفور له على مبارك باشا: استخرجه من الخطط التوفيقية وصدّره بصورة على باشا، وطبعه بمطبعته سنة 1311 هـ/1894 م،[9] و لخص دى الترجمة بعدين إلياس الأيوبى فى الجزء التانى من كتابه "تاريخ مصر فى عهد إسماعيل" و احمد أمين فى كتابه "زعماء الإصلاح فى العصر الحديث".[10]

التكريم[تعديل]

  • منح رتبة المتمايز سنة 1881
  • اتمنح رتبة الميرميران سنة1898
  • نيشان الحرب الروسية العثمانية (1877–1878)|الحرب العثمانية الروسية
  • سمى باسمه واحد من شوارع حى العجوزه بالجيزة (شارع الدرى)،[5] كما سمى باسمه شارع محمد درى باشا بمنطقة لوران بالإسكندرية.

إحالته لالتقاعد[تعديل]

ظل محمد درى باشا يشغل منصب أستاذ أول للجراحة بالقصر العينى لحد صارت اللغة الإنجليزية هيا اللغة المعتمدة للدراسة بالمدرسة[4] فى عهد ابراهيم باشا حسن (الى تولى إدارة مدرسة الطب سنة 1893 و أعاد تنظيم المدرسة على الطريقة الإنجليزية وزاد أعداد الأساتذة الإنجليز)[2]، فأحيل درى باشا لالمعاش، وتفرغ لأعماله الخاصة لحد توفي.[4]

وفاته[تعديل]

توفى محمد درى باشا بالقاهرة[3] ليلة 30 يوليه 1900م،[4]

شوف كمان[تعديل]

المراجع[تعديل]

  1. أ ب عمر كحالة: معجم المؤلفين: تراجم مصنفى الكتب العربية، ج 9
  2. أ ب على إبراهيم باشا: كلية الطب.. ماضيها وحاضرها ومستقبلها. مجلة المقتطف، المجلد 90، ذو الحجة 1355/مارس 1937، ص 269 ـ 279
  3. أ ب ت ث ج خير الدين الزركلى. دُرِّى باشا. الأعلام، جزء 6، ص 121
  4. أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق الدكتور محمد درى باشا. مجلة الهلال، السنة الثامنة، الجزء 23 و 24، العدد 179 و 180، 15 سبتمبر 1900، ص 705 ـ 711
  5. أ ب ت ث ج ح عبد المنعم شميس: الدکتور محمد درى باشا: حکیم أنشأ مطبعة للکتب الطبیة. مجلة "الجديد"، العدد 234، اكتوبر 1981، ص 11 ـ 14
  6. يقول درى باشا فى مقدمة رسالته عن تاريخ حياة على باشا مبارك إنه هو اللى رسم ـ من الذاكرة ـ صورة على باشا المتداولة، بعدين بعتها لاوروبا فطُبعت على النحاس، وصدّر بيها رسالته (محمود الشرقاوي: دراسة عن على مبارك. مجلة الأزهر، العدد 208، اكتوبر 1961، ص 563)
  7. مجلة المقتطف: باب أخبار الأيام. المجلد 19، العدد 2، ص 158
  8. أ ب باب التقريظ والانتقاد: النخبة الدرية فى مآثر العيلة المحمدية العلوية. مجلة الهلال، السنة الثانية، الجزء 10، 8 رجب 1311، ص 319
  9. باب التقريظ والانتقاد: تاريخ حياة المغفور له على باشا مبارك. مجلة الهلال، السنة الثانیة، العدد 18، 17 ذوالقعدة 1311، ص 576
  10. محمود الشرقاوي: دراسة عن على مبارك. مجلة الأزهر، العدد 208، اكتوبر 1961، ص 563