مانيتون

من ويكيبيديا، الموسوعه الحره
مانيتون

معلومات شخصيه
تاريخ الميلاد القرن 3 ق.م  تعديل قيمة خاصية تاريخ الولاده (P569) في ويكي بيانات
الحياه العمليه
المهنه مؤرخ،  وكاتب[1]  تعديل قيمة خاصية الوظيفه (P106) في ويكي بيانات
اللغات المحكيه او المكتوبه لغه يونانى قديم،  ولغه مصريه  تعديل قيمة خاصية اللغه (P1412) في ويكي بيانات

مانيتون - بالانجليزى : Manetho او Manethon -، كاهن و مؤرخ مصرى عاش ايام بطليموس الاول و بطليموس التانى فى العصر البطلمى. كتب كتاب مهم جداً اسمه " تاريخ مصر "، اتعرف باسم " ايجيبتيكا " Aegyptiaca ، عن تاريخ مصر من اقدم العصور لغاية سنة 323 قبل الميلاد بالإعتماد على سجلات المعابد المصريه. قسم الاسر ال 31 اللى حكمت مصر على تلت اقسام بتقابل : الدوله القديمه ، و الوسطى ، و الحديثه. معظم محتويات الكتاب ضاعت و ما فضلش منها الا شويه حاجات بسيطه و ملخصات، لكن نقل منه مؤرخين قدام و بكده نقلوا معلوماته لينا.

«مانيتون» مؤرخٌ بلا تاريخ.. وثّق أحداث مصر القديمة وكتب عن الخلق والتكوين مانيتون.. هكذا اسمه، ولا نعلم كيف كان يُنطق فى عصره، ده المؤرخ المنتمى للمنطقة الغربية بمصر، وبالتحديد من بلدته «سَمَنُّود» والمعروف فى عهده عهد الفراعنة باسم «سبننوت»، ترك لنا مرجعاً مهماً بعد ما عاش فى عصر البطالمة، وتقريباً فى أوائل القرن التالت قبل الميلاد، نقول: «تقريباً»؛ لأنه لا دليل مكتوباً على سنة ولادته أو وفاته رغم توثيقه لتاريخ مصر ومتونها المقدسة.

المصرى الأصيل[تعديل]

مانيتون، المصرى الأصيل، كانت لغته الأم مصرية، و علشان كده الموضوعات اللى من المفترض أن يَكتبَ عنها تتعامل مع الأمور المصرية، لكنه كتب كمان باللغة اليونانية؛ ففى عصره كانت مصر تحت حكم اليونان، إضافةلأن هناك أعمال أدبية نسبت إليه، مع بعض الأطروحات فى الفيزياء.

اليوم نقرأ مانيتون بوصفه شخصية تاريخية مهمة، فما يهمنا هو الحديث عن أهم أعماله الأدبية والتاريخية، لا ما نُسب إليه. ولنقف عند ما كتب من أعمال، نحسب عمره اللى قضاه علشان تحديده، فما كتب وترك كان فى بدايات عصر البطالمة، لكننا نضيع حينما نعلم بأن مانيتون لم يُذكر له اسم ساعتها ، و علشان كده نمضى بهلالقرن الاولانى قبل الميلاد، لحد بقت لدينا فجوة كبيرة فى عمره اللى بلغ 3 قرون، و كده نتيه فى حساب سنين ه اللى عاشها، لِكون سيرته كلها موجودة فى كتابه اللى ضاع فى حريق مكتبة الإسكندرية، حين امتد اللهب من سفن بطليموس شقيق الملكة كليوباترا، لتنتشر النيران من الميناءلالمكتبة المطلة على البحر.

كاهن وكاتب و أديب[تعديل]

يبقى مانيتون السمنودى كاهن وكاتب و أديب، له الكتير من الأعمال، أهمها فى نظر الباحثين وعلما المصريات مؤلَّفه المنظم جداً «المصريات» أو كما سماه «أجيبتياكا» اللى ذكر فيه ثلاثين عيله مصرية ملكية فرعونية حكمت مصر وبالترتيب الزمنى مع الأسماء والأحداث والتفاصيل الدينية والاجتماعية، ليتخذ الدارسون ده الكتاب مرجعاً لهم،لكن إنهم فضلوه على كتاب المؤرخ بطليموس اللى تم اكتشاف الكثير من الأخطاء عنده فى تفاصيل التاريخ المصري.

اسفار مصرية[تعديل]

والكتاب التانى بعنوان «الجباتا» أسفار التكوين المصرية، لنلاحظ أن لمانيتون السمنودى فرادة أدبية بالخصوص فى كتابه ده، إذ جعل من تاريخ مصر زاخراً بالنصوص والأسرار المتجلية تباعاً، لذا يعنينا هنا شرح ده الكتاب بعد ما تمت ترجمتهللغات عدة، لنكتشف أن فيه ستة عشر سفراً تناقلها المصريين عما يخص نشأتهم وتكوينهم زمن طويلاً، لحد دوّنها و أرّخَها مانيتون بأسلوبه الجميل والحيّ لتبقى.

رسالة من «رع»[تعديل]

وحسب ما يقول مانيتون فى مقدمته الدينية، ولأنه كاهن وفى مكانة كهنوتية، كتابته للمصريات كانت بطلب من الإله «رع» اللى زعم أنه أتاه فى الرؤيا بعد ما أتى نحوه و هو يركب ذلك الحصان بأجنحته الذهبية، ليبدأ بالكتابة، و كتب طويل لحد إنه مانتهاش ِ منه بالكامل، علماً بأنه يحوى على الكثير من البرديات وده يعنى شوية مجلدات. ومن الضرورى هنا ذكر ما ورد فى سفر مانيتون عن انبثاق الآلهة والعالم فى إصحاحه الاولانى، يذكر كيف كان تكوين العالم والخلق والناس.

" تشو وتفنوت"[تعديل]

ويتابع مانيتون كتابته الأدبية فى سرده قصة العالم، حسب الاعتقاد المصرى القديم، فيقول: «ماكانش إلا ميه وضباب، وما كانتش الحياة، وما كانتش النباتات.. طبقتان متلاصقتان من المياه، بينهما فاصل فضى من النور، أسفله من الميه اللى هو «نون» المحيط الأزلي.. ميه وظلمة؛ فالشمس ما كانتش ممكن تكونت بعد، وعلى سطح المحيط الأزلى «نون» طفت بيضة ذهبية فى حجم ألف بيضة من بيض النعام، بعدين حدث انفجار هزّ الكون كله، وانفجرت معه تلك البيضة اللى طفت على سطح نون، وخرج «أتوم» من تلك البيضة، ليدفع بالطبقة العليالالعلا، فارتفعت، وانفتقت عن الطبقة السفلى اللى هيا البحار.

لكن الظلمة كانت لسه مسيطرة، لحد عطس أتوم يوماً «تشو»، فظهر «تشو رب الفضاء»، بعدين تَفَلَ أتوم، أى بصق، فكانت «تفنوت» ربة الندى. ظل أتوم فى الظلمة مراقباً لـ «تشو» و«تفنوت»، فقرر تزويجهما، فحملت تفنوت لا تسعة أشهرلكن ألف عام لحد أنجبت ابنتها «نوت» علشان تكون سيدة السماء، وابنها «جب» بقا جسد الأرض.

وتتابع الحكايه لنجد أنه أعجب أتوم بقدرته على التزويج، لحد أمر أتوم المتزوجين بأن ينسلوا، و أمر نوت سيدة السماء أن ترفع سماءها بعيداً عن سطح النون، لتتضح زرقتها بعد قتامتها، ماكانش ليل ولا نهار، فاستجابت نوت لكلمات أتوم، حينها تجلت المصابيح فى الظلمة و بقا النور والنهار، فكان الصباح و كان المساء، وخرج رع وقال: أنا (رع)، صارت لى الكلمة، وسحبها من أتوم، ومنذ ذلك الوقت صارت الكلمة لرع ليتوارى أتوم.

و كده يمضى مانيتون، ومن فى الإصحاح و أسفاره، من سفر المهد،لسفر التثنية،لالاستئناس والتدجين، وسفر المسوخ وشياطين الظلام،لسفر القمح والكشري، والمتحدون بالقلب واللسان، أى «جذور الوحدة المصرية»..و غيرها. وتبقى كلها أسفار أنصح القارئ بقراءتها لأنها تحمل الكثير من التشويق وما يحمل من التبصر وقت المطالعة، ليتقصى القارئ الأمر ويحقق بنفسه، بالخصوص كتابه «الجبتانا» أسفار التكوين المصرية لمانيتون السَمنُّودي.

أنا مانيتون[تعديل]

فى كتاب "الجبتانا.. أسفار التكوين المصرية"، يبدأ مانيتون فى مقدمته، بالحديث عن نفسه والتعريف بأصله كما يلي:

«أنا مانيتون السمنودى ولا أعرف عن طفولتى اللا ما سمعته من معلمى و أبى الروحى كاهن معبد مدينة منديس، اللى قصَّ عليّ قصة طفولتي، فقال: سلمك لى فلاح من البحيرات الشمالية و أنت فى الخامسة من عمرك، و كانت تبدو عليك ملامح الذكاء والنجابة، ولما سألوا الفلاح من أكون، قالوا بأنى ابن الإله حورس اللى زاره وسلمنى له و أوصاه برعايتي. من تلك الحكاية أصبحتُّ ابن لمعلمى اللى علمنى القراءة والكتابة بعدة لغات، كما علمنى الطبابة والسحر والكهانة».

يسترسل مانيتون عن نفسه فى مقدمة كتابه، ليكمل:[تعديل]

«ولدتُ مختون وعشتُّ فى معبد سمنود ذى الأسوار السبعة، وتعلّمت وعلّمت، وعرفت أسماء كل الآلهة، وقرأت كافة الألواح المرسلة من الآلهة، لحد بقت كاهن و أنا فى الثامنة عشرة من عمري، كما أننى لم أذق فى حياتى سمكاً أو لحم خنزير، وحياتى اللى عشتها فى زمن الإسكندر الاكبر وزمن خلفائه من المقدونيين (البطالمة) كان زمن آمن لي، بالخصوص أنه تهيأ لى أن أتعلم فى معبد الإسكندرية وجامعتها ومكتبتها...».

ويعلق مانيتون: «فى النهاية و بعد ما أتقنتُ حينها كل الخطوط المصرية، وكتبتُ بها، مع الإغريقية والفينيقية والعبرية والآرامية والسريانية، و بعد ما زرت معابدهم جميعاً، واطلعت على ألواح الشعوب وما تركوه وكتبوه.. حينها أمرنى الملوك البطالمة بأن أكتب تلخيصاً كامل لتاريخ مصر و آ لهتها و أسرها من (عحا) المحارب الملقب بـ(نعرمر)،لوصول الإسكندر».

من كتاب «الجبتانا» أسفار التكوين المصرية

سفر «رؤيا مانيتون السمنُّودي» الإصحاح الاولانى.

التعبير الأدبى عن الطبيعة فى النصوص القديمة

ونحن نقرأ فى الإصحاح التالت من سفر «المسوخ وشياطين الظلام» نجد كمّاً من الجُمل اللافتة فى لحنها وذرابتها فى التعبير، متخيلين كيف هيا جميلة شخصية مانيتون و هو يعبر عن مفاهيم ومتون بأسلوب أدبى رشيق وملحن، ليرتقى بالنص بغية التبتل لترديده على الدوام، أو لتبدو كرواية يرويها العامة. يبدأ بقوله: (كانت هضبة التلال البيضاء تشتعل ناراً ودخان) أو كما يمضى بتعبيره عن حركة الشمس والقمر ومُضى الأيام ليقول: (دار «رع» بين الأفق الشرقى والغربى شوية مئات من الدورات، كمان دار «خنصو» إله القمر ذو الوجوه المتعددة دوراتٍ ودورات...)، ليبدو لمن يقرأها يتخيلها قبل الترجمة بالعربية بأن النص فى لهجته الجبتية الأصلية يبدو كأدب حقيقى حالم.

قراءة فى سفر «العالم»[تعديل]

حين نقرأ «سفر انبثاق العالم» فى كتاب «الجبتانا»، نلاحظ كيف يذهب الاعتقاد القديملالتسليم به، اعتقد المصريين طويل أن العالم هو مصر، وده الاعتقاد أخذ يستمر لحد القرن العشرين وعند عوام المصريين، ليختلط اعتقادهم القديم بالحديث فى أن مصر هيا المهد، و أن اللغة المصرية (الجبتية) هيا لغة الآلهة، تماماً كالهنود القدماء حين اعتقدوا أن اللغة السنسكريتية هيا لغة الآلهة، و كده لحد خرج العبريون باعتقادهم المعروف أن «أدوناي» أو «إلوهيم» مايعرفش إلا اللسان السامى العبري. ونلاحظ كمان فى ده السفر غلط شهيراً فى أن القلب هو المفكر، والمثير للاهتمام أن أرسطو تبنى ده الاعتقاد، على اعتبار أن المخ مش اللا جهاز يظبط حرارة الجسم.

ادب الطعام وصيامه فى سفر القمح[تعديل]

من أجمل ما قرأنا فى كتاب «الجبتانا» ويستحق نقله هنا هو سِفر القمح والكوشير، والأخير يعنى «الكشري»، فبعد دفن أحدهم يدعى جبتو أوحى عن شعيرة الصيام والإفطار على الكوشير، وذلك من فجر النهارده الحداشر من شهر بشنس، لحد الغروب، و هو الشهر التاسع فى مصر و بالتحديد يبدأ من 9 مايو لينتهى فى 7 يونيو، و أمر أن يكون الصيام هو الامتناع عن الطعام والشراب، علشان يكون ذلك تحية لـ«رع» اللى علمهم زرع القمح والحبوب و أكل الكوشير المكون من حبوب القمح والعدس والفول والحمص والثوم والبصل مطهواً فى الأوانى الطفلهية على نار «نوت» سيدة السماء، و كده لحد صار يوم كوشير عيداً مصرى.

16

سفراً تناقلها المصريين عمّا يخص نشأتهم وتكوينهم زمن طويلاً، دوّنها و أرّخَها المؤرخ مانيتون السمنودى بأسلوبه الجميل والحيّ لتبقى وتُغنّىلاليوم.

3

بعد البحث عن تاريخ ولادة ووفاة مانيتون المجهولة، بين فترة وجوده فى زمن الإسكندر ومن خلفه من القادة، ظهرت فجوة كبيرة فى عمره بلغت 3 قرون.

30

وثق مانيتون ثلاثين عيله مصرية ملكية فرعونية حكمت مصر، وبالترتيب الزمنى مع الأسماء والأحداث والتفاصيل الدينية والاجتماعية، ليتخذ الدارسون ده الكتاب مرجعاً لهم.

مصادر[تعديل]

  1. العمل الكامل مُتاحٌ في: https://www.bartleby.com/lit-hub/library — المحرر: تشارلز دودلى وارنر — العنوان : Library of the World's Best Literature