جرجس الجوهرى

من ويكيبيديا، الموسوعه الحره
جرجس الجوهرى
المعلم

معلومات شخصيه
تاريخ الوفاة 1810
الحياه العمليه
المهنه كاتب محمد على باشا
المعلم ابراهيم الجوهرى اخو المعلم جرجس الجوهرى

المعلم جرجس الجوهرى هو اخو المعلم ابراهيم الجوهرى وكان كبير كتبة مصر فى عصر المماليك، باشر أمور الحكومة فى أربع عهود وعاصر المعلم جرجس الجوهرى اثنين من البطاركة هم البابا يؤنس 18 والبابا مرقس الثامن من باباوات الكنيسة القبطية

حياته[تعديل]

هو شقيق المعلم إبراهيم الجوهري، و مش شهرته بس فى علو المنصب وعظم المكانة، بل لِما امتاز به من العقل وكرم الأخلاق وعمل المعروف للجميع بدون تمييز بين مسلمٍ ونصرانيٍ وعدم التدخل فيما لا يعنيه وعظم النفس والصدق، لحد نال ثقة الجميع على اختلاف أجناسهم ومشاربهم. و باشر أمور الحكومة فى 4 عهود مختلفة واحتك بكثير من حكام متباينين فى العادات والأخلاق والدين.

مدة حكم المماليك[تعديل]

يذكر التاريخ أنه لما مات أخوه المعلم إبراهيم الجوهري قلده إبراهيم بك منصبه ف بقا كبير كتبة مصر. اقتدى بأخيه فى كل شيء لحد نال ثقة المصريين، مسيحيين ومسلمين.

كان بين الكتبة اللى تحت إدارته رجل سوري الأصل يُدعى يوسف كسّاب سوّلت له نفسه أن يوشي به عند إسماعيل بك اللى غضب عليه وعزله من منصبه، لكن بعد مدة وجيزة اكتشف إسماعيل بك كذب يوسف وخيانته، فأمر بتغريقه فى نهر النيل، وأعاد المعلم جرجس ل منصبه.

مدة الحملة الفرنسية[تعديل]

مع أن الحملة الفرنسية تمثل فترة قصيرة جدًا بالنسبة لتاريخ مصر (1798-1801 م) لكنها تمثل دور هام فى تاريخ الأقباط.

كان الأقباط فى موقف لا يُحسدون عليه. فمن ناحيةٍ جه نابليون بونابرت ل مصر لُيقيم إمبراطورية فى الشرق الأوسط تحت دعوى الدفاع عن الإسلام، فلم يترك فرصة إلا وأظهر ودّه للمسلمين والإسلام، فكان يلبس الزيّ الشرقي ويصحب قادته ل الجامع ومعه مائة شيخ ليتلو التواشيح، ويحرك رأسه متظاهر بالتقوى، لكن المسلمين أدركوا ما فى أعماقه أنه لا يؤمن بالدين.

ومن الجانب الآخر يروي لنا يعقوب بك نخلة أنه لما شاع الخبر أن الجنود الفرنسيين قادمون، واشتغل الأمراء بالاستعداد لمقابلتهم اختل النظام وسادت الفوضى، وكثر اللصوص وقطّاع الطرق فى البلاد، وهاج سكان القاهرة على بيوت النصارى الأقباط والسوريين والإفرنج والأروام بدعوى البحث عما فيها من الأسلحة. واتخذ أهل الفساد والطمع ده ذريعة، فنهبوا بيوت اللى لا قدرة لهم على المقاومة. وأشار البعض بقتل كل النصارى عن آخرهم. فعارضهم فى ذلك إبراهيم بك وقاومهم ومنعهم، واحتمى بعض النصارى الإفرنج وغيرهم فى داره... وهجم رعاع الناس على بيوت البكاوات والأمراءاللى فروا قدام الفرنسيين ونهبوها.

لكن شعر بونابرت بحاجته ل خبرة الأقباط خاصة فى جمع الضرائب كما يظهر من رسالته ل الجنرال كليبر Jean Baptiste Kléber فى 22 أغسطس 1700 م.

لقد تعرف على المعلم جرجس، وكما يقول توفيق إسكاروس:

"لما قُضي الأمر وانتصر نابليون بجيوشه على المماليك فى إمبابه ووصلوا ل بولاق كلف (مراد بك) المعلم جرجس بإعداده لنزول نابليون فيه ففرشه وجهزه، ولما دخل القاهرة أقام به. ومن ذاك الحين عرفه نابليون وكليبر ومنومن بعده وتحققوا فيه سداد الرأي والحكم. فكان فى نظرهم عميد الأقباط واحترموه غاية الاحترام".

اعتبره الفرنسيون عميد الأقباط، فأجلّوه واحترموه، واستصحبه نابليون بونابرت فى واحدة من المهام، كما استصحبه الفرنسيون فى عبورهم للنيل عند بولاق عقب وصول الجيش العثماني ل أبي قير بصحبة حلفائهم الإنجليز. وظل المعلم جرجس محافظًا على رئاسة الكتاب والمباشرة وحائز على ثقة الفرنسيين ورضاء أعيان المصريين وكبار المشايخ والسادة، لحد تم جلاء الفرنسيين عن مصر فى سنة 1081 م.

مدة حكم الأتراك[تعديل]

حينما دخل الأتراك والمماليك القاهرة على أثر انسحاب الفرنسيين، ساد الاضطراب وهرب عدد كبير من الأقباط ل مصر القديمة والجيزة.

يصف الجبرتي ما عاناه الأقباط فقال:

"أما أكابر القبط مثل جرجس الجوهري وفلتيوس وملطي فإنهم طلبوا الأمان من المتكلمين من المسلمين لكونهم انحصروا فى دورهم، وهم فى وسطهم، وخافوا على نهب دورهم إذا خرجوا فارين. فبعتوا ليهم الأمان فحضروا وقابلوا الباشا والكتخدا والأمراء وأعانوهم بالمال واللوازم".

وفي أول سنة 1803 م. ثار الجنود الأتراك وزحفوا على حارة النصارى ونهبوا بيت المعلم جرجس الجوهري وأخذوا منه أشياء نفيسة.

يقول الجبرتي بأنه فى يوم الأحد 15 صفر سنة 1219 هـ. أشيع بأن فرمان صدر ضد النصارى أنهم لا يلبسون ثياب ملونة، ويقتصرون على لبس الأزرق والأسود بس. فبمجرد الإشاعة وسماع ذلك ترصد جماعة من الغوغاء لمن يمر عليهم من النصارى ولمن يجدوه بثياب ملونة يأخذون طربوشه ونعله الأحمر ويتركون له الطاقية والحزام الأزرق. وماكانش القصد من ذلك الانتصار للدين بل السلب وأخذ الثياب؛ بعدين أن النصارى صرخوا ل عظمائهم فسمعوا لشكواهم، ونودِيَ بعدم التعرض لهم.

مدة حكم محمد علي[تعديل]

يقول الجبرتي أن محمد على باشا ابتدا تصرفاته بالعمل على تعزيز كلمته وإظهار سلطانه وتأييد مقامه واسترضاء الجند وصرف المتأخر من مرتباتهم، ففرض على قبط مصر وعلى عظمائهم جزية.

قال صاحب الكافي:

"قبض على المعلم جرجس الجوهري معلم مصر يومئذ وصاحب خِراجها (الضرائب)، وعلى جماعة من عظماء القبط وسجنهم ببيت كتخدا، وطلب من المعلم جرجس الجوهري حسابه عن سنة 1215 م.".

بعد ما تولى محمد علي الحكم نال لديه المعلم جرجس المقام الاولانى لِما يسديه ليهم من الهدايا والعطايا، لحد كانو يسمونه جرجس أفندي. وكان عظيم النفس ويعطي العطايا ويوزع على كل الأعيان عند قدوم شهر رمضان الشموع والسكر والأرز والبن والملابس. غير أن الوالي بسرعه  انقلب عليهبعد كده مختلق سبب وهو عدم مبادرته ل جباية كل ما كان يطلبه من الضرائب، ولعل ذلك كان شفقة من المعلم جرجس على الأهالي، فقبض عليه ومن معه من الأقباط بحجة أن فى ذمته مبالغ متأخرة من حساب التزامه.

يقول توفيق إسكاروس:

"في يوم الأربعاء 17 جمادي الأولى سنة 1220هـ. قبض محمد على باشا على جرجس الجوهري ومعه جماعة من الأقباط، فحبسهم ببيت كتخدا، وطلب حسابه من ابتداء سنة خمسة عشرة، وأحضر المعلم غالي اللى كان كاتب الألفي بالصعيد وألبسه منصبه فى رآسة الأقباط...

وفي يوم الأربعاء (24 منه) افرجوا عن جرجس الجوهري ومن معه على 4 آلاف وثمانمائة كيس وأن يبقى على حاله. فشرع فى توزيعها على باقي الأقباط وعلى نفسه وعلى كبرائهم وصيارفهم ما عدا فتيوس وغالي، وحوّلت عليه التحاويل وحصل لهم كرب شديد وضج فقراؤهم واستغاثوا.

اضطر المعلم جرجس ل بيع كثير من أملاكه فى الأزبكية وقنطرة الدكة، بعدين لجأ ل الصعيد ويُقال أن محمد علي قد نفاه هناك.

قبل رحيله ل الصعيد جمع كل حجج أملاكه وسلمها ل البطريركية كوقفٍ ليها لتنفق من ريعها، و صُرح له بالرجوع ل القاهرة بعد أربع سنين فعاد سنة 1809 م. وقابل الباشا فأكرمه، بعدين نزل بيته اللى كان المعلم غالي قد أعده له، وتقاطر وجوه المدينة من كل الملل للترحيب به، لكن المنية عاجلته فتنيح فى سنة 1810 م. ودفن بدير مار جرجس بمصر القديمة بجوار اخوه المعلم إبراهيم الجوهري.

كتب المؤرخ الجبرتي عنه قائل أنه نافذ الكلمة، واسع الصدر، عظيم النفس، أما خدماته للأقباط فلا تقل عما فعله أخوه المعلم إبراهيم الجوهري، فكان شريكه فى تعمير الكنائس والأديرة ووقف العقارات عليها ل غير ذلك من وجوه البر والإحسان.

لما مات أخوه المعلم إبراهيم الجوهري قلده إبراهيم بك منصبه، فسار على نهجه واقتدى بشقيقة فى كل شيء لحد نال ثقة كل المصريين، وكان بين الكتبة تحت يده كاتب مسيحي من أصل سوري يدعى (يوسف كساب) سولت له نفسه الشديدة أن يسعى عند مخدومه إسماعيل بك بوشاية ضد المعلم جرجس واتهمه بما هو مش فيه، ولأن المعلم جرجس كان من أتباع على بك الكبير خصم إسماعيل ده، صدق إسماعيل وشاية يوسف، وغضب على المعلم جرجس، وأنزله من درجة الوظيفة وعين بدله رئيس آخر للدواوين، لكن بعد فترة ظهر له كذب يوسف كساب، فأمر بإغراقه فى النيل وإعادة المعلم جرجس الجوهري ل منصبه مرة تانيه.

علاقة جرجس الجوهري بنابليون[تعديل]

لما غزت الحملة الفرنسية مصر وانتصر الفرنسيون على المماليك، ووصلوا ل بولاق كلف المعلم جرجس رئيس المباشرين بأن يعد بيت الألفي لنزول نابليون فيه، فجهزه وفرشه وأقام فيه نابليون، ومن هنا عرفه نابليون، وأهداه جبه مزركشة بالنصب ليلبسها فى أيام الشريفة، ولما سافر نابليون ل السويس متبعا إبراهيم بك استصحب معه بعض الأعيان والمديرية وفى مقدمتهم المعلم جرجس اللى كان يعتمد عليه فى المهام الكبيرة، كما رافق الفرنساويين هو وبعض أعيان القبط ل الوجه البحري لإقرار الصلح بين المقاتلين ويذكر المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي أنه (لما احتفل الفرنساويون بأحد أعيادهم دعوا أعيان المصريين كان المعلم جرجس بينهم لابس ملابس الافتخار، ولما حدثت الثورة ضد الحملة الفرنساوية طلب المعلم جرجس وبعض أعيان الأقباط من مقدمي المسلمين الأمان لأنهم انحصروا فى دورهم وهم فى وسطهم وخافوا نهب بيوتهم إذا خرجوا فارين، فبعت ليهم الأمان، وقابلوا الباشا والكتخدا والأمراء، وأعانوهم بالمال واللوازم).

ولما تولى محمد على باشا الحكم سنه 1805 نال المعلم جرجس الجوهري فى عهده المركز الأول، لكن الأمر انقلب ضده لما طالبه محمد على بأموال كثيرة، وكان يستحمله فى الوفاء بها، ولما لم يف بما طلبه منه قبض عليه ومعه بعض المباشرين الأقباط بحجة أنه تأخر عن دفع ما عليه الأموال، وحجزوا فى بيت كتخدا، وعين بدله المعلم غالى اللى كان كاتب عند الألفي عدو محمد على باشا.

وظل جرجس مسجون سبعة أيام وأفرج عنه بشرط أن يدفع 4 آلاف وثمانمائة كيس، فدفع جزء عظيم منه ووزع الباقي على الكتاب والصيارفة ما عدا المعلم غالى والمعلم فيلوتاؤس، وأخطر جرجس أن يبيع أفخر أملاكه بجهة الأزبكية وقنطرة الدكة وباع لمحمد على كل ما كان يملك، وقيل أنه نفي ل الصعيد بأمر محمد على، وقبل هروبه ل الصعيد جمع كل حجج أملاكه الباقية وسلمها للبطريركية لتنفق من ريعها، فوضعت البطريركية اليد عليها وظلت فى حوزتها، وظل هو منفى فى الصعيد أربع سنين عفي عنه بعدها ليعود ل القاهرة المحروسة فى سنه 1224 هـ، وقابل الباشا فأكرمه وعاد ل بيته بحارة الو نديك وكان المعلم غالى قد جهزه له وظل به ل أن مات سنه 1225 هـ ودفن بمصر العتيقة أسفل كنيسة كان قد بناها هو وأخوه باسم مارجرجس وله صورة عليها وهو يلعب على الناي اللى كان يجيد الترتيل عليه.

شوف[تعديل]