فخر الدين القبطى

من ويكيبيديا، الموسوعه الحره

القاضى محمد بن فضل الله القبطى المصرى (بالقبطى: Ⲙⲟϩⲁⲙⲙⲉⲧ ⲥⲉⲛϤⲉⲇⲗ Ⲁⲗⲗⲁϩ ⲡⲣⲉⲙⲛⲕⲩⲡⲧⲓ) المعروف باسم فخر الدين القبطى (659 هـ / 1261 م - 732 هـ / 1332 م) كان ناظر الجيش فى عهد سلطان مصر الناصر محمد بن قلاوون و واحد من الأركان الأربعة اللى قامت عليها دولته بحسب ابن أيبك الدوادارى فقال: "جمع الله تعالى في ذلك الزمان لمولانا السلطان أربعة أركان حتى عادت محاسن دولته تتلى آياتها بكل مكان وهم: كريم الدين الكبير و سياسته و علاء الدين بن الأثير و رياسته، والقاضي فخر الدين وهيبته وبهاء الدين أرسلان و دربته".[1][2][3]

القاضى

فخر الدين القبطى
Ϥⲉϧⲣ Ⲉⲗⲇⲓⲛ ⲡⲣⲉⲙⲛⲕⲩⲡⲧⲓ
ناظر الجيش
In office
695هـ / 1296م– 732 هـ / 1332م
Monarchالناصر محمد بن قلاوون
Personal details
Born659 هـ / 1261 م
القاهره، السلطنة المصرية
Died732 هـ / 1332 م
القاهره، السلطنة المصرية
Childrenعبد الله بن محمد بن الفخر

نشأته[تعديل]

هو محمد بن فضل الله بن خروف القبطى المصرى اتولد سنة (659هـ/1261م) لأسرة مسيحية، و اشتغل زى أسلافه فى الكتابة فى دواوين الدولة، وفضل على المسيحية لحد مطلع شبابه، وكان شديد التعصب والتأله متجنباً لأم الخبائث، لو اجتمع عليها قرناؤه فارقهم لصلاته، فلو افتقدوه لطول غيابه عنهم، لقوه متبتلاً للله منصرف ليه بكل حواسه، و لما ألزمه أولو الأمر فى ديوانه بالإسلام امتنع وهم بقتل نفسه، وغاب عن الأنظار أياماً، بعدين هداه الله و شرح صدره، فأسلم و سمى نفسه محمد، و اتلقب بفخر الدين، وكان للإسلام عليه أثر كبير، فمقربش من ساعتها يقرب أى مسيحى، ولا اجتمع بواحد منهم، ولا آواه في بيته، واجتهد لتعويض اللى فاته من شعائر الإسلام وفروضه.[1][2][3]

سيرته[تعديل]

ادرج الفخر فى الأعمال الديوانية لحد ما اشتغل كاتب فى ديوان الجيش سنة 695هـ / 1296م، واشتهر بكاتب المماليك السلطانية بعدين اترقى من وظيفته دى لحد ما نال نظر الجيش سنة 709هـ / 1309م بعد وفاة بهاء الدين الحلبى، اتصل بخدمة الناصر محمد اللى غضب عليه لما حضر من الكرك فى المرة التالتة و قرر تعيين قطب الدين ابن شيخ السلامية مكانه و أخد منه 400 ألف درهم و دا فى ربيع الآخر سنة 712 هـ. و بعد شهور اترجع لوظيفته و أمر بإعادة اللى أتاخد منه فقال "ياخوند أني خرجت عنها لك وأريد أن ابني لك بها جامعاً" فبنى له الجامع الجديد. خلف الفخر فى كتابة المماليك ولده عبد الله، و فضل فخر الدين منفرد بنظر الجيش من التاريخ دا و حتى وفاته سنة 732 هـ / 1332م، و مفارقش منصبه غير شهور معدودة، لغضب السلطان الناصر محمد عليه، فكانت مدة عمل الفخر فى الوظيفتين دول 37 سنة، و لو دا دل على شىء فإنه بيدل على جدارته بمنصبه، وحسن قيامه بمهام عمله بصورة راقت لسلطانه الناصر محمد، فأقره فى وظيفته كل المدة دى.[1][2][3]

كما كان فخر الدين القبطى من ضمن الأمراء اللى وثق فيهم الناصر محمد بن قلاوون و كلفه بالمشاركة في الروك الناصرى سنة 1315م.[1][2][3]

الإطاحة بمنافسينه[تعديل]

وأوحى على السلطان الناصر محمد بعزل نائب السلطنة أرغون الناصري سنة 1327 (727 هـ)، وكان أرغون النائب بيكرهه فلم يزل فخر الدين يعمل عليه إلى أن أخرج إلى الشام فقال للناصر يوما ما يقتل الملوك إلا نوابهم فتخيل الناصر من أرغون انه يعمل كدا فيه فلما رجع بعته نائب فى حلب و يقال أنه لما مات فخر الدين قال الناصر مزحًا "خمس عشرة سنة ما يدعنى أعمل ما أريد". كمان كان القبطى وراء الإطاحة بالوزير مغلطاوى الجمالى سنة 1329 (729 هـ)، وأغرى الناصر بتعطيل الوظيفتين دول لينفرد الفخر بمهامها وصلاحياتهما مع ما يبده من نظر الجيش، و عشان يبقى هو المعول عليه في أمور الدولة بعد السلطان.[1][2][3]

انجازاته العمرانية[تعديل]

و خلال تولى فخر الدين القبطي منصبه، اخد بعمل الخير فى كل ارجاء السلطنة المصرية و خدمة الأمة المصرية بكل إخلاص فبنى عدد كبير من المساجد والمدارس، وبيمارستان (مستشفى كبير)، و مدرسة فى نابلس فى فلسطين و بنى بيمارستان تانى فى الرملة فى فلسطين، دا غير مساجده ومدارسه فى القاهرة و مدن مصر اشهرهم مسجده فى جزيرة الروضة فى القاهرة. لحد ما بقى الأمير فخر الدين القبطى أقوى رجل فى السلطنة بدون منازع، بحيث أن فخر الدين القبطى كان محبوبا من كل الشعب، و كان متهاب من السلطان الناصر محمد بن قلاوون نفسه فكان السلطان محمد ميقدرش يتخذ قرار من غير الرجوع لفخر الدين القبطى و اذا رفض فخر الدين القرار بيرجع السلطان فى قراره فورا، ففى أحد المواقف اللى بتدل على دا أن أمير طلب من السلطان محمد انه يديليه اقطاع، فقال له السلطان "لو كتب ابن قلاوون ما أعطاك القاضى فخر الدين" فكان فخر الدين القبطى هو أقرب رجال السلطان و أكثرهم إخلاص بجانب القائد إبراهيم بن شداد مقدم الدولة اللى هو كمان اصوله ريفية مصرية.[1][2][3]

كان الأمير فخر الدين القبطى مسلم متدين جدا. ادى فريضة الحج 10 مرات، وزار القدس كتير، وزار مقدساتها، دا بالإضافة للعدد الكبير من المساجد و المدارس و المستشفيات اللى بناها فى كل أنحاء السلطنة، و خاصة مصر و فلسطين.[1][2][3]

وفاته[تعديل]

اتوفى الأمير فخر الدين القبطي سنة 1332م (رجب سنة 732 هـ) فى حياة الناصر محمد بن قلاوون اللى عمل له جنازة مهيبة.[2][1][3]

كان فخر الدين مشهور بالمكارم و الإحسان و الإيثار باذل للمعروف، فيه بر وصدقة للمساكين و المستحقين، خلا ليهم حق معلوم من ماله كل شهر، دا غير اللى كان بيتصدق بيه فى حجه على أهل الحرمين كمان كان بيتحثث المجاورين من أهل الخير و الصلاح، و بيفرق عليهم الهبات و العطايا، و كان راد للظلم مدافع عن الحق، ساعى فى قضاء حوائج الناس، و انتفع بيه خلق كتير من معاصريه فى مصر و بلاد الشام و الحجاز، لمكانته عند سلطانه و إقدامه عليه بصورة مكانتش لاي حد من نظرائه.[1][2][3]

المراجع[تعديل]

  1. أ ب ت ث ج ح خ د ذ الوردي، تاريخ ابن الوردي، الجزء الثاني، صفحة 289.
  2. أ ب ت ث ج ح خ د ذ "بحث". search.mandumah.com. Retrieved 2024-04-30.
  3. أ ب ت ث ج ح خ د ذ ابن حجر العسقلانى، الدرر الكامنة في أعيان المئة الكامنة، الجزء الخامس، صفحة 298.