نقاش المستخدم:Rami-zaza

محتويات الصفحة غير مدعومة بلغات أخرى.
من ويكيبيديا، الموسوعه الحره

الايوبيين الاكراد[تعديل]

أسرة بني أيوب أسرة ثابتة الأصل، ممتدة الفروع، ومن أقوى الأسر التي حكمت الشرق الأوسط في العصور الوسطى، وقد امتد حكمها إلى شتى بلدان العالم الإسلامي. وينتسب الأيوبيون إلى أيوب بن شاذي. وموطن شاذي مدينة دوين، وقد هاجر منها إلى بغداد، ومعه أبناه نجم الدين أيوب، وأسد الدين شيركوه.

وقد غادر الأخوين من تكريت إلى الموصل وفي تلك الليلة وُلد لنجم الدين ولد سماه يوسف، ولقب بصلاح الدين؛ وقد حمله معه إلى الموصل.

ويذكر بعض الُكتَّاب على صفحات الإنترنت وبعض الجرائد العربية عبارات ومقالات فحواها أن القائد صلاح الدين الأيوبي أصله عربي وليس كردي، والحقيقة أن؛ حقائق التاريخ وجدت لتعرف وليست معلومات للتأويل، وليس هدفنا هنا الحديث عن القائد صلاح الدين الأيوبي ولكن نسب سلاطين بني أيوب وتحقيق أنهم عجم أكراد. بدايةً؛ إن التاريخ الكردي منذ الأزل يعج بالكثيرين من الأبطال الذين دافعوا عن ما هو مقدس بالنسبة لنا وبالنسبة لهم وقدموا أرواحهم في سبيل تحقيق الهدف المبتغى، ونالوا بناء على ما قدموه الكثير من الشهرة وبقوا خالدين في وجدان وعقول الناس وبقوا خارج أسوار النقد. الجدير بالذكر؛ أن أصحاب الرأي في عروبة صلاح الدين يعتمدون على أن الخطأ والخلط في النسب سببه مؤرخ واحد ذكر أنه كردي ونقل عنه الآخرون ذلك لاسيما وهو المؤرخ ابن الأثير، ولهذا أردت أن أضع بين يدي القارئ صفحات تبرهن على نسب بني أيوب وصلاح الدين إلى الأكراد من نفس تلك المصادر. فقد أفرد مؤرخو عصر صلاح الدين، ووزرائه وقضاته ورؤساء ديوان إنشائه، مؤلفات تاريخية قائمة برأسها، للتأريخ لعصره (سيرته ، فتوحاته، إنجازاته) مثل المؤلفات التاريخية للقاضي الفاضل، والعماد الأصفهاني، والقاضي بهاء الدين ابن شداد. وفي نفس الوقت عاصره عدد كبير من أشهر وأجل مؤرخي الإسلام؛ مثل: ابن عساكر، وأبو الفرج بن الجوزي، وابن الأثير وأبو شامة الأصفهاني، وسبط ابن الجوزي وابن العديم وغيرهم. نجم الدين أيوب (النشأة - الوظائف)

تنسب دولة سلاطين بنى أيوب إلى الأمير آبى الشكر أيوب بن شاذي بن مروان، الملقب بالملك الأفضل نجم الدين أيوب؛ والد السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، واليه نسبة الأيوبيين كافة. واصله من بلدة دوين، في أواخر إقليم أذربيجان، من جهة الشمال، من جهة أران وبلاد الكرج (جو رجيا حاليا)، وهى بلد من بلاد العجم، قريب من أخلاط - إحدى مدن أرمينية الكبرى- وقريب من تفليس ببلاد القوقاز؛ وإقليم أذربيجان وأرمينية ،متجاوران متداخلان. وينسب إليها الدوينى؛ والدونى أيضا، بفتح الواو؛ قال ذلك ابن خلكان، الذي جزم أن بلدة دوين، هي مسقط رأس شاذي أبو نجم الدين أيوب.وتنسب الأسرة الأيوبية إلي قبيلة الأكراد الزاوية، وهى فرع من فروع قبيلة الأكراد الهذبانية، إحدى القبائل الكردية الكبرى؛ أفاد ابن خلكان- وهو معاصر لدولة سلاطين بني أيوب – نقلاً عن إحدى الثقات العارفين بأسرة بني أيوب والمتصلين بها، أنه على باب بلدة دوين، قرية يقال لها اجدانقان جميع أهلها من أكراد الزاوية. وكانت مدينة دوين في القرنيين الخامس والسادس الهجريين، تعد من ديار الإسلام، وفى هذا ما يشير إلى أن أسرة بني أيوب لم يجر عليهم رق قط آي أنهم ولدوا وعاشوا أحرار.وذكر ابن خلكان أنه عنى بتحقيق سلسلة نسب الأيوبيين، وأنه وقف بنفسه على حجج وقف كثيرة خاصة بنجم الدين أيوب وأخيه أسد الدين شيركوه؛ فوجد اسميهما في هذه الحجج : أيوب بن شاذي، وشيركوه بن شاذي؛ ولم يجد أحدا ذكر بعد شاذي أبا أخر؛ وشاذي اسم أعجمي، معناه بالعربية: فرحان. أما ابن واصل وسبط ابن الجوزي فقد اثبتا أبا أخر بعد شاذي، هو مروان. الأمر الذي يجعلنا نرجح، أن أسرة شاذي هذه، أسرة كردية حديثة الإسلام، وإلا لاهتدى ابن خلكان لبقية نسبها. ويبدو أن بعض أمراء وملوك بني أيوب أرادوا أن ينتحلوا لأسرتهم نسبا عربيا؛ فأدعو أنهم من نسل خلفاء بني أمية، وإنهم من الفرع المروانى من البيت الأموي. ولكن جزم القاضي بهاء الدين بن شداد في سيرته للسلطان صلاح الدين الأيوبي، رواية ونقلاً عن السلطان نفسه، أنه قال: أن هذه المزاعم لا أصل لها أصلا. وقد علق المقريزي على هذه المزاعم الخاصة بالنسب العربي لبنى أيوب، بقوله: "وهذه أقوال الفقهاء لهم، ممن أراد الحظوة لديهم، لما صار الملك إليهم؛ وإنما هم قبيل من قبائل (الأكراد) العجم".وقد تقلب نجم الدين أيوب وترقى في الوظائف الحربية والإدارية لثلاث دول إسلامية ببلاد العراق والشام، هي: دولة سلاطين السلاجقة بالعراق وعاصمتهم بغداد، ودولة أتابكة الموصل الزنكيين، ودولة أتابكة دمشق النوريين؛ إلى أن استدعاه ولده السلطان صلاح الدين، حين ظفر بوزارة التفويض والسلطنة لخلفاء الفاطميين بمصر، ليكون سنده وصاحب مشورته . فقد نشأ نجم الدين أيوب وأخوه أسد الدين شيركوه (شيركوه: تعني أسد الجبل) ببلدة دوين من أرض أذربيجان ولما التحق أبوهما شاذي بخدمة دولة السلاطين السلاجقة بالعراق، وذلك حين استدعاه إليه مجاهد الدين بهروز - صاحب شرطة بغداد ونائب السلاجقة في حكمها- وكان شاذي صديقاً قديماً لبهروز نشاء معاً منذ صغرهما ببلدة دوين؛ ودخل أيوب وشيركوه مع أبيهما بغداد وخدما مجاهد الدين بهروز. ثم أوكل بهروز لشاذي ولاية ونيابة وحفظ (دزباريه) قلعة تكريت بشمال العراق، وكانت إقطاعه من قبل سلاطين السلاجقة؛ فظل شاذي حافظا لها(دزدارا)، وأقام بها مدة ، ومعه ولداه أيوب وشيركوه، حتى توفى بها؛ ثم خلفه في وظيفته أبنه نجم الدين أيوب، بعد أن رأى فيه بهروز رأيا وعقلا. وكلمة وزدار، كلمة أعجمية فارسية، معناها حافظ القلعة، وهو الوالي؛ ودزرة بالعجمي القلعة، ودار: الحافظ .

علاقة نجم الدين بدولة أتابكة الموصل الزنكيين

وكانت بداية معرفة نجم الدين أيوب بعماد الدين زنكي، أتابك الدولة الأتابكية بالموصل، واتصاله بهذه الدولة، وصيرورته أحد كبار أمرائها؛ في سنة 525هـ أو 526هـ أو 527هـ؛ حين لجأ عماد الدين زنكي(صاحب الموصل آنذاك)، إلى قلعة تكريت، واستجار بصاحبها نجم الدين أيوب؛ وذلك إبان انسحابه أمام جيوش قراجا، والى فارس وخوزستان، الذي أوكل إليه الخليفة العباسي المسترشد بالله مهمة الحيلولة دون نجاح عماد الدين زنكي والسلطان غياث الدين مسعود السلجوقي في السيطرة على بغداد؛ فنصب أيوب لزنكي المعابر، حتى عبر هو وجنوده نهر دجله، واستضافه في قلعته وبالغ في إكرامه، فعرف ورأى له نور الدين هذا الجميل والصنيع، وكان بداية المودة بينهما. وما لبث زنكي أن اصطلح مع الخليفة المسترشد سنة 528هـ، ووقعت الوحشة بين نجم الدين وبهروز الذي سمح لنجم الدين وأخيه شيركوه بترك خدمته، متمنيا لهما سعة الرزق أينما توجها؛ فقصدا عماد الدين زنكي، وأحسن إليهما وأقطعهما إقطاعات كثيرة، وصارا من جملة أجناده؛ وكان ذلك حوالي سنة 523هـ؛ وهى نفس السنة التي ولد فيه صلاح الدين بتكريت كما حقق ابن خلكان.

علاقة نجم الدين بدولة أتابكة دمشق النوريين

ثم لما حاصر عماد الدين دمشق وبعدها بعلبك وأخذها، رتب فيها نجم الدين مستحفظا (دزدارا)، وانعم عليه بإمرة، وذلك سنة 534هـ ؛ وأقام نجم الدين بقلعة بعلبك مدة، ونقل ولده صلاح الدين إليها، فأقام بها في خدمة والده. فلما ملك نور الدين محمود بن زنكي حلب بعد وفاة أبيه عماد الدين- وكان ذلك سنة 541هـ- ثم صرف همته لأخذ دمشق سنة 549هـ، كان لنجم الدين عمل كثير في أخذ دمشق لنور الدين وتسليمها له؛ إذ كان نجم الدين في ذلك الوقت قد التحق هو وأخوه شيركوه بخدمة الدولة الأتابكية النورية وعاصمتها دمشق؛ بعد أن اضطر إلى تسليم قلعة بعلبك لها سنة 541هـ، حين حاصرها مجير الدين أبق أبك الدولة البورية صاحب دمشق (الدولة البورية من دول الإسلام هم بنو تتش بن ألب أرسلان ومواليهم بالشام وحلب)؛ وبقى نجم الدين في خدمة الدولة البورية بدمشق ثمان سنوات، من سنة 541 إلي سنة 549هـ ؛ فلما ملك نور الدين دمشق في هذه السنة الأخيرة، كافئ أيوب وأخيه شيركوه، وصارا من أكابر أمرائه.

صلاح الدين الأيوبي (النشأة - الوزارة)

ونشأ صلاح الدين في حجر أبيه نجم الدين في الدولة النورية، وترقى فيها. وحين استنجد شاور السعدي - وزير مصر من قبل الخلفاء الفاطميين – نور الدين زنكي لإستنقاظ مصر من الفرنج الصليبيين، أرسل نور الدين جيوشه بقيادة مقدم عساكره شيركوه إلى الديار المصرية ومعه ابن أخيه صلاح الدين، ثلاث مرات على التوالي سنة 559هـ ثم 562هـ ثم 564هـ؛ وانتهى الأمر بتولي صلاح الدين لوزارة التفويض (السلطنة) للخليفة الفاطمي العاضد، فأرسل يطلب أباه من الملك العادل نور الدين محمود الشهيد، فأرسل إليه معظما ومبجلا، وكان وصوله إلى القاهرة في شهر رجب سنة 564هـ؛ فلما قرب نجم الدين إلى الديار المصرية، خرج ابنه السلطان صلاح الدين بجميع أمراء مصر إلى ملاقاته، وخرج معهم لاستقباله الخليفة العاضد، إكراما لولده صلاح الدين؛ الذي قال لوالده بعد استقراره بمصر: "هذا الأمر لك (يعنى الوزارة) وهى السلطنة، وتدبير ملك مصر"؛ فقال له نجم الدين:" ما أختارك الله لهذا الأمر، إلا وأنت أهل له، ولا ينبغي أن يغير موضع السعادة"؛ وأبى نجم الدين عن قبول السلطنة ، غير أن صلاح الدين حكمه في الخزائن بأسرها، فكان يطلق منها ما يختار من غير مراجعة صلاح الدين، وكان كريماً يطلق ولا يرد.

نجم الدين أيوب (الوفاة - سيرته بالمصادر)

وأقطع صلاح الدين أباه أيوب الإسكندرية والبحيرة، إلي أن مات من سقطة عن فرسه سنة 568هـ، إبان ركضة وهو يلعب الكرة (الصولجان أو الجو كان أو البولو). وقد أثنى على نجم الدين جميع من ترجم له من المؤرخين؛ قال ابن شداد: " كان كريما حليما حسن الخلق". وقال ابن خلكان:"كان رجلا مباركا، كثير الصلاح، مائلا إلى أهل الخير، حسن النية، جميل الطويلة (الضمير)، لا يتوسط إلا بالخير، وظهرت ثمرة بركته وحسن اعتقاده في أولاده". وقال سبط ابن الجوزى: " كان عاقلا شجاعا حليما رحيما جوادا، عاطفا على الفقراء والمساكين، محبا للصالحين، قليل الكلام جدا لا يتكلم إلا عن ضرورة".ويتضح من سيرته أنه كان ذو دهاء وخبرة وحنكه بأمور الملك ومكائد السياسة وتدبير الممالك؛ وهو الذي نصح أبنه صلاح الدين بمداراة ( أي ملاطفة وملاينة) أستاذه نور الدين، حتى تستقر أموره، ويصفى له ملك مصر، ويعلن استقلاله بحكمها.وقد رأى نجم الدين أيوب، من أولاده عدة ملوك، حتى صار يقال له " أبو الملوك" ؛ إذ ترك من الإناث اثنين هما: ست الشام ، وربيعه خاتون ؛ ومن الذكور ستة، هم: الملك الناصر يوسف صلاح الدين، وهو البطل المعروف بمؤسس الدولة الأيوبية؛ والملك العادل سيف الدين أبى بكر؛ وشمس الدولة تورانشاه –وهو أكبرهم-؛ وشاهنشاه ؛ وسيف الإسلام طغتكين؛ وتاج الملوك بوري-وهو أصغرهم.

عمارة المنشآت الدينية (العصر الأيوبي)

وكان أيوب وأخوه شيركوه قد ورثا عن حركة الإحياء السلجوقي التي تربوا في رحابها وعن سلاطين السلاجقة، وعن أتابكة الموصل والدولة الأتابكية النورية التي ترقوا بها في حمص وحلب ودمشق، الشغف بعمارة المنشآت والمؤسسات الدينية والخيرية والتعليمية التي تميزت بها الدولتان مثل الخوانق والمدارس(وخاصة مدارس الحديث والفقه) والأسبلة والبيمارستانات (المستشفيات) والرباطات، وهى أنواع من العمائر الدينية والخيرية والتعليمية التي لم تعرف بمصر وتنتشر بها إلا في العصر الأيوبي، واستمرت بعده طوال عصر المماليك؛ فكانت الدولة الأيوبية باستحداثها لهذه العمائر والمؤسسات بمصر، هي الفاتحة لباب الخير على حد قول القلقشندى. ولقد نسب المؤرخون لعميدي البيت الأيوبي عدت منشآت دينية وخيرية من هذا النوع، عمراها بتكريت وبعلبك ودمشق والمدينة المنورة والقاهرة؛ وأفاد الوهرانى- وهو معاصر لقيام الدولة الأيوبية بمصر– أن بداية عمارة هذه المؤسسات الخيرية بمصر، قد بدأ منذ قدوم نجم الدين إليها سنة 566هـ. وبذلك؛ ثبتنا براءة نسب الأيوبيين من تزييف الحقائق التاريخية، وأعلينا راية القراءة المتأنية للتاريخ.


الشبكة العربية العالمية

المصادر:

- ابن شداد:(القاضي بهاء الدين ت632 هـ/1234م)، النوادر السلطانية والمحاسن اليوسيفية، تحقيق جمال الدين الشيال، مكتبة الخانجي، الطبعة الثانية، القاهرة 1994.

- ابن واصل:(جمال الدين محمد ت 691هـ/1291م)، مفرج الكروب في أخبار بني أيوب، تحقيق جمال الدين الشيال، الجزء الثاني، المطبعة الأميرية، القاهرة 1957.

-العماد الكاتب الأصفهاني:( محمد بن محمد ت 597 هـ/1201م)، الفتح القسي في الفتح القدسي، تحقيق محمد محمود صبح، المطبعة الخيرية، ب.ط، القاهرة 1965.

المراجع:

-أحمد فؤاد سيد، مصادر تاريخ مصر الإسلامية في العصر الأيوبي، دار النهضة العربية، القاهرة 1996.أحمد فؤاد سيد، محاضرة بعنوان "نسب سلاطين بني أيوب"، ألقيت في كلية الآداب- جامعة عين شمس، القاهرة فبراير 2000. (غير منشورة)

- جمال الدين الرمادي، صلاح الدين الأيوبي، مطابع الشعب، القاهرة 1958.شاكر مصطفى، صلاح الدين الفارس المجاهد والملك الزاهد المفترى عليه، دار القلم، الطبعة الأولى، دمشق 1998.