معاهدة فردريك - الكامل

من ويكيبيديا، الموسوعه الحره
معاهدة فردريك - الكامل
الملك الكامل (على اليمين) و فردريك التانى

معاهدة فردريك - الكامل هى اتفاقية سلام وقعها فردريك التانى ( Frederick II ) امبراطور الامبراطوريه الرومانيه المقدسه و الصقليتين و الملك الكامل محمد بن العادل سلطان مصر فى 18 فبراير 1229.

خلصت الحمله الصليبيه الخامسه على مصر و المعروفه بإسم حملة جان دى برين بالفشل و اتعملت هدنه بين مصر و الصليبيين لمدة تمن سنين. لكن فى الغضون دى وصلت دمياط سفن عليها عسكر ألمان. السفن دى كان بعتها فردريك التانى كمدد لمساعدة جيوش الحمله الخامسه لكن وصلت متأخره بعد ما المفاوضات كانت خلصت و اتوقعت اتفاقية الهدنه فإحترمت القوات الالمانيه الاتفاقيه و ما دخلتش فى معارك و خلصت الحرب و انسحب الصليبيين من مصر بالكامل فى سبتمبر 1221.

فى سنة 1228 طلع فريدريك التانى على راس الحمله الصليبيه الساته ، ودى كانت حمله صغيرة قوامها 600 فارس بس ، راح بيهم على عكا ، فبعت له هناك الملك الكامل رسوله " فخر الدين يوسف بن الشيخ " عشان يتفاوض معاه .[1][2]

الخلفيه

فردريك التانى كان اتجوز ايزابيلا بنت جان دى بريين ملك مملكة بيت المقدس الرمزيه سنة 1225 ، لكن ايزابيلا اتوفت بعد تلت سنين من الجوازه ، فطالب فردريك بحقه فى حكم مملكة بيت المقدس كوريث لمراته ففكر انه يخرج فى حمله على الشرق. من ناحيه تانيه البابا جريجورى السابع كان بيلح طول الوقت على فردريك بضرورة خروجه بحمله كبيره لكن فردريك كان عمال يتلكلك لغاية ما البابا اصدر امر بحرمانه من الكنيسه. بطبيعة الحال الصراع ما بين بابا الكاتوليك و الامبراطور فردريك التانى كان صراع ما بين الكنيسه و الملوك السيكولاريين فى اوروبا.

الملك الكامل و فردريك التانى

علاقة فريدرك بالملك الكامل كانت دايماً علاقه كويسه رغم ان الفترة كانت فترة تعصب و تزمت و حروب و ساد فيها عداء مستحكم بين المسيحيين الاوربيين و المسلمين فى الشرق. لكن شخصية و عقلية فردريك و الكامل كانوا سابقين لعصرهم. الاتنين كانوا مثقفين ثقافه عاليه و مهتمين بنشر العلم و الإصلاح و حرية الفكر و بنا المدارس و المعاهد ، و الاتنين كانوا دايماً بيفضلوا انهم يحلوا المشاكل و المنازعات بالطرق السلميه المتحضره. من جهه تانيه ، فردريك ما كانش غريب على الثقافه الاسلاميه حيث انه اتولد و عاش فى سيسيليا اللى كان فيها مسلمين و كانت اللغه العربيه و الثقافه الاسلاميه منتشرين فيها حتى بعدالنورمان ماطردوا العرب منها. فردريك على عكس ملوك اوروبا كان بيتكلم تمن لغات من ضمنها العربى.

بيقول المؤرخ " كانتوروڤيتز Cantorowitz " اللى كان مؤرخ الامبراطور فردريك عن الشخصيتين : " الملك الكامل كان صوره شرقيه من الامبراطور ، و ممكن نقول إن الامبراطور كان صوره غربيه من السلطان الملك الكامل ".

فى سنة 1227 اتدهورت العلاقات ما بين الملك المعظم عيسى حاكم دمشق و بين اخواته الملك الكامل محمد و الملك الأشرف موسى ، و وثق المعظم عيسى علاقاته بجلال الدين خوارزمشاه ملك الدوله الخوارزميه عشان يتقوى بيه على الملك الكامل ، و ده كان من اسباب سعى الملك الكامل لتوثيق علاقته بالامبراطور فردريك ، و هو اللى طلب منه انه يروح على الشرق عشان يسلمه بيت المقدس ، و وصلت دعوة الكامل فى وقتها بالنسبه لفردريك اللى كان مشتبك مع البابا و بيحاول يرضيه عشان يلغى قرار حرمانه من الكنيسه.

الملك الكامل كان عارف بالتحالف اللى عمله الملك المعظم مع خوارزمشاه ، و كان عارف ان فردريك بيستعد لشن حمله صليبيه ، و كان مدرك بمدى خطوره وصول حمله صليبيه جديده بعد ما عانى من الحمله الصليبيه الخامسه و فى الوقت اللى الملك المعظم كمان بقى مصدر تهديد تانى ليه ، فقرر انه يرمى عصفورين بحجر ، فبعت الامير " فخر الدين بن شيخ الشيوخ " لفردريك يعرض عليه انه ممكن يديه بيت المقدس ، عشان يقدر يتجنب هجوم حمله صليبيه جديده و فى نفس الوقت يوغوش الملك المعظم ، و فى نفس الوقت يكسب صداقة ملك اوروبى مكانته كبيره.

المعاهده

فردريك التانى زار القدس فى صحبة القاضى شمس الدين قاضى العسكر و استمرت المفاوضات ما بين فردريك و الملك الكامل عن طريق القاضى شمس الدين و فخر الدين يوسف و دخلوا كمان فى مناقشات علميه و فلسفيه.

انتهت المفاوضات بعقد معاهدة سلام قايمه على السياسه و التسامح و كانت مخالفه لروح العصر بالكامل ، و كانت بنودها :

  • تسليم القدس للامبراطور فردريك التانى بإعتبارها ملك للدوله الصليبيه ، على شرط ان الصليبيين ما يبنوش فيها لا حصون و لا قلاع.
  • تسليم بيت لحم و الناصره و طريق الحجاج من بيت المقدس لغاية يافا على الساحل للصليبيين.
  • يفضل فى ايد المسلمين من القدس منطقة الجامع الأقصى بشرط ان المسلمين ميشيلوش هناك سلاح.
  • إن الملك الكامل يطلق سراح الأسرى الصليبيين اللى عنده.
  • إن فردريك يتعهد بمحالفة الكامل ضد كل اعداءه حتى لو كانوا صليبيين.
  • إن فردريك التانى يمنع وصل امدادات صليبيه للإمارتين الصليبيتين انطاكيا و طرابلس.
  • إن المعاهده تسرى لمدة عشر سنين من وقت توقيعها.

اتوقعت الاتفاقيه فى 18 فبراير 1929 ، و فى 17 مارس 1229 دخل فردريك التانى بيت المقدس فى حماية قواته الألمانيه و الطليانيه، وسلمه " شمس الدين " قاضي نابلس مفتاح المدينه بالنيابه عن السلطان الكامل .[3]

ردود الفعل

المعاهده ما بين فردريك امبراطور ألمانيا و الكامل سلطان مصر كانت بتعبر عن العقلية المتطوره للملكين مش عن العقليه اللى كانت سايده فى الشرق الأوسط و اوروبا اياميها. طوالى اول المعاهده ما اتوقعت قامت هوجه فى سوريا و اوروبا. السوريين اتهموا الكامل سلطان مصر بالخيانه و بيع القضيه و ابتدت عمليات التحريض ضده فى دمشق و اتنصب مهرجان دمشقى لشتيمته ، و شن عليه الواعظ و المؤرخ " سبط بن الجوزى " حمله عنيفه فى جوامع دمشق و شهر بيه. من ناحيه تانيه، انقلبت الدنيا فى اوروبا ضد الامبراطور فردريك و اتهمه البابا برضه بالخيانه و التفريط فى محاربة المسلمين و رفض الصليبيين التعاون مع فردريك و اعتبروه خارج على تعاليم المسيحيه و متمرد على مشيئة الرب و مطرود من الكنيسه عن طريق البابا جريجورى [4][5]، مع ان فردريك رجع القدس للصليبيين من غير ما تسيل نقطه دم واحده ، و ده فى حد ذاته يبيبن ان الصليبيين ماكانش هدفهم القدس فى حد ذاتها لكن تدمير المسلمين و بلادهم عن طريق الحرب ، و ان هدف البابا ما كانش تحرير بيت المقدس لكن السيطره على مقادير الناس عن طريق الحروب و الصراعات ضد المسلمين.

لكن رغم كده حافظ فردريك و الكامل على المعاهده و عاش الكامل بعدها تسع سنين ما حصلش فيهم أى خطر او إعتداء صليبى.

فى سنة 1244 انضم ملوك سوريا و الشام و معاهم عربان للصليبيين بتوع مملكة بيت المقدس و كونوا مع بعض جيش ضخم حاولو يغزو مصر بيه لكن انهزموا هزيمه ساحقه جنب غزه فى معركه ضخمه اتعرفت بإسم معركة الحربيه و سيطرت مصر على القدس. و فى سنة 1249 حاول لويس التاسع ملك فرنسا غزو مصر فى الحمله اللى اتعرفت بإسم " الحمله الصليبيه السابعه " ، لكن قبل ما يروح لويس على مصر بعت فردريك التانى تحذير لسلطان مصر الصالح ايوب من ان لويس التاسع بيجهز حمله كبيره لغزو مصر.

فهرست وملحوظات

  1. الشيال، 2/90-89
  2. Amin Maalouf p.226
  3. Amin Maalouf p.229
  4. الشيال،2/90
  5. Runciman p.187/3

المصادر والمراجع

  • ابن إياس: بدائع الزهور فى وقائع الدهور (6 مجلدات), تحقيق محمد مصطفى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة.
  • ابن أيبك الدواداري : كنز الدرر وجامع الغرر، مصادر تأريخ مصر الاسلامية ،المعهد الألماني للآثار الاسلامية، القاهرة 1971.
  • ابن تغرى: النجوم الزاهرة فى ملوك مصر و القاهرة، دار الكتب و الوثائق القومية، مركز تحقيق التراث، القاهرة 2005
  • ابن كثير ، البداية والنهاية، (15 جزء)، دار صادر ، بيروت 2005، ISBN 9953-13-143-0
  • ابن واصل مفرج القلوب فى أخبار بني أيوب ( 4 مجلدات )، دار الفكر العربي، القاهرة.
  • بدر الدين العيني: عقائد الجمان فى تاريخ اهل الزمان، تحقيق د. محمد محمد امين، مركز تحقيق التراث،الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة 1987.
  • جمال الدين الشيال (استاذ التاريخ الاسلامي): تاريخ مصر الاسلامية، دار المعارف، القاهرة 1966.
  • المقريزى : السلوك لمعرفة دول الملوك ، دار الكتب، القاهرة 1996.
  • Amin Maalouf, The Crusades Through Arab Eyes, Schocken books Inc, new York 1984
  • Runciman, Steven, A history of the Crusades 3. Penguin Books, 1987