مستخدم:Magdy helal1

من ويكيبيديا، الموسوعه الحره
  • **** بسم الله الرحمن الرحيم
    • *** معركة الوعي
                         ==================   

يعيش الإنسان في هذا العصر معركة حقيقية فريدة في نوعها وأطرافها ومفرداتها يعيشها الإنسان كواقع وقدر مكتوب على الإنسان إنها معركة الوعي ،

وعي الإنسان إذن هو ميدانها  الأول   والأخطر إنه الميدان الذي يدور فيه الصراع البشري بين الحق والباطل ..وكما أن للمعارك ميادين وأدوات وقادة وأدوار فكذلك معركة الوعي .ولكي نتعرف على طبيعة وحقيقة  الوعي وأنواعه  ونتفهم أساليب هذا الصراع ونتهيأ لإدارته ونستبشر بتحقيق إنجازاً ونصراً في هذا الصراع وحماية وأمناً لوعينا ووعي الأجيال  القادمة  فلا بد أن نتحصن بدروس الوعي  من القرآن الكريم  ونتآسى بنموذج الوعي الرشيد للنبي صلى الله عليه وسلم ونراجع  مؤثرات الوعي وفنون التزييف واستراتيجيات مقاومتة خلال جهد متواضع لعبد فقير آلمه معايشة ضحايا فقد الوعي وتزييفه سائلاً المولى عز وجل أن يرزقنا البصيرة وصدق الطاعة و الإتباع لإمام الأنبياء والمرسلين 

***                  ***حقيقة الوعي : 
                     ==================

فحقيقة الوعي إجمالاً هو آلة الفهم العميق والإستيعاب الدقيق في الإنسان وهوكذلك حالة الإدراك الكامل والإحاطة بالأمر وهو حالة اختلاج الفهم بالوجدان وهو ثمرة ما يقوم به المخ من عمليات تؤثر في شخصية وسلوك الإنسان لذا كان ومازال الوعي هو الميدان الأخطر للصراع بين الحق والباطل ولكي نقترب أكثر من التعرف على حقيقة الوعي نستطلع خلاصة أراء وإجابات أهل التخصص التي تبين الأنشطة الدماغية المكونة للوعي وذلك من خلال طرحها السؤال التالي : ما العلاقة بين الوعي والإنفعال والفكر والذاكرة ؟ فقد خلصت أبحاث كل من .شونجوو جاك مونو إلى إعتبار الوعي نشاطا عقليا ناتجاً عن النشاط العصبي للخلايا الدماغية.(سواء كان هذا النشاط العقلي تفكيرا أو تذكراً أو انفعالا أو شعورا أو وعياً بالذات فهو في آخر المطاف نشاطاً عصبياً فسيولوجياً ). وذهب ديكارت إلى ما هو أبعد من ذلك إذ يعتبر أن الفكر والوعي يمتزجان بل يعتبر أن الفكر هو عين الوعي ويعتبر أن الوعي خاصية إنسانية فهو صفة جوهرية تخص الذات وسبق الإسلام هؤلاء حين أعتبر النشاط العقلي من صفات التمييز والتكليف وحمل الأمانة فقال تعالي : ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) الأحزاب ( 72 ) و حرص الإسلام على صيانة هذا النشاط العقلي من كل ضار ومسكر ومخدر فقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ)النساء 43 .

وقال النبي  صلى الله عليه وسلم  في الحديث الذي رواه  مسلم في صحيحه عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:  ( كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَام (ٌ. 
وأيضا صيانته وحمايته من  التزييف والتأثير السلبي  المضلل فقال تعالي : 

( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ) الأنعام (112)

وحث على  التفكير و إنطلاق  هذا النشاط العقلي  وتحريره  من كل قيد  فقال  تعالي :  “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا…….إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”الروم

2/ وقال سبحانه :”وهو الذي مدَّ الأرض وجعل فيها رواسي وانهارا ومن كلِّ الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النّهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”الرعد3 3/ وقال تعالى :” , وسخَّر لكم ما في السّماوات وما في الأرض جميعا منه إنَّ في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون ” ,13 الجاثية

فبصيانة وحماية النشاط العقلي للإنسان ( أي الوعي ) تصان إنسانيته وحضارته وهويته لذا عمد أعداء الإنسانية إلى تحويل أكبر قدر ممكن من القوة الفاعلة في المجتمع الى ساحات الإدمان بكل ألوانه وصنوفه ودرجاته بغرض إعاقة نشاطها العقلي وتغييب وعيها و تدميرها واستغلالها لإنفاذ تعليمات ومخططات الأعداء فكان رواج الهيروين والأفيون والبانجو والحشيش وإطلاق تراخيص محال الخمور والمجون والمراقص والمحطات والمواقع الإباحية وصولا للأدوية كا الترامدول والتامول

وهذا القول يدفعنا إلى مزيد من تتبع لإجابات  علماء النفس  عن سؤال : 

ما العلاقة بين الوعي واللاوعي وأيهما يتحكم في الذات؟

فنجد أرباب التحليل النفسي يعتبرون أن عبارة الوعي واللاوعي مرادفة لعبارة الشعور واللاشعور وهم يعتبرون أن اللاشعور( أي اللاوعي ) هو أساس الحياة النفسية وواقعها الحقيقي وأن الوعي مجرد جزء منه. وأن اللاوعي هو المحدد الرئيس, والمؤير في الشخصية ( أي يتحكم في الذات ) ومن ثم يتحكم في التصرفات والأفعال وفي المقابل نجد الباحث ألاين يؤكد على

أن ما يعتمل ( يختلج في أنفسنا) في ذواتنا من أفكار وتصورات ( يرجع) إلى الذات الفاعلة 

وخلاصة ذلك أن الميول والإتجاهات وما يعرف بالصور الذهنية التي يكونها الإنسان تراكمياً وتؤثر في أفعاله وقراراته يتأثر تكوينها باللاوعي أما التفكير اللحظي والمنطقي يكون بصورة أكثر نتاج عن الذات الواعية الفاعلة وكلاهما حاضر في الصراع بين الحق والباطل وفي ميدان معركة الوعي

***                         **** مفهوم الوعي
                            ==================

وضع ويليم جيمس مفهوماً للوعي حينما أكد أن الوعي عبارة عن صيرورة وليس شيئاً ملموساً , وببساطة شديدة : فالوعي يمثل خبرة هذه اللحظة واللحظة التي تليها . ويقصد بهذا المفهوم بأن الوعي هو اليقظة وأن الشخص الواعي هو الشخص المتيقظ وفي ذلك رُفِع منسوبا لعمر بن الخطاب قوله ("لست بخِبٍّ، والخِبُّ لا يخدعني، ) ووصفه ابن القيم، في كتاب "الروح"قائلاً : "وكان عمرُ أعقلَ من أن يُخدَع، وأورعَ من أن يَخْدَع". وقال عنه المغيرة بن شعبة: "ما رأيتُ أحدًا أحزَمَ من عمر؛ كان -والله- له فضلٌ يَمنعه أن يَجزع، وعقلٌ يَمنعه أن يخدع"،،

فالوعي ( وفقاً لرؤى أغلب مدارس علم النفسي ) عبارة عن تحول قائمة من المثيرات الحسية والنشاطات العقلية إلى مشهد له صورة متكاملة يستغرق بقاؤها فترة زمنية كافية .( يرجح أن تكون هذه الفترة هي فترة اتخاذ القرار )

ومن ثم فالوعي بالنسبة لتلك المدارس النفسية   هو القدرة على كف كل أوجه نشاط اللحاء ( اللحاء منطقة في المخ  ) وواردات الحواس ( منعها من دخول ساحة الشعور) فيما عدا المتعلق بناحية معينة , وهذه الناحية هي ما يمكن أن نسميه بسلسة أو قطار الأفكار وحينما نسمع هذا الكلام نتعجب لما ورد في تراثنا الإسلامي وأدبياته عن  عبادة التأمل  والإعتكاف ثم الخلوة والتفكر بغرض جلاء البصيرة ونقاء السريرة  فكانت أروع أسفار وإبداعات ومؤلفات علماء الإسلام  ثمرة تلك  الخلوات 

.إذن فالوعي هو عبارة عن مصباح كشاف يضيئ ذلك الموضع في اللحاء أو بعض واردات الحواس , بنشاط هام ذي قيمة للبقاء على قيد الحياة , وبشكل عام يضيء الوعي فكرة أو مجموعة أحاسيس معينة , في وقت واحد .

      • ***** فما طبيعة هذا الصراع ..؟
                        ================================  

بعد تعرفنا على حقيقة الوعي وعلاقته بالحواس والتفكير وكيف تتكون الإتجاهات والصور الذهنية نجد أن طبيعة الصراع في ميدان الوعي عبارة عن صراع ناعم تنساب مكوناته ومفرداته عبر الحواس والوصلات العصبية والدماغ إلى مراكز تكوين الميول والإتجاهات ( بقيادة الصوت بدرجاته وتنوعاته وتأثيراته ) وأيضاً ( بقيادة الصورة ببهرجها وزخرفها وخداعاتها ) ولكن هذا الصراع رغم نعومته وانسيابه فهو صراع شرس طويل الأمد يديره و يخطط له أفراد و أجهزة ذات إمكانات عالية تعمد في سبيل تنفيذ مخططها على إستباحة كل شيء من دين وعرض وقيم ومقدرات فهم يسّخرون كل ما يمكنهم تسخيره واستخدامه من إمكانات مادية وطاقات بشرية وأدوات قد يصعب معها المقاومة وقد تضعف معها فرص التحدي فقد ( سحروا أعين الناس واسترهبوهم ) فيستنفر ذلك الأفذاذ من ذوي الفطر السليمة و المهارات العالية واليقظة والدأب والذاكرة القوية ليقوموا بواجبهم في إيقاظ الوعي واستدعاء ما غاب من مفرداته

    • ***** كيف يدور الصراع ..؟
                    =============================== 

يدور صراع معركة الوعي على وجهين , وجه على المستوى الخاص في داخل عقل ووجدان الإنسان على نحو ما سبق بيانه فيؤثر في تصوراته وميوله ثم يؤثر في قراراته ثم يؤثر في تصرفاته وأفعاله ووجه آخرعلى المستوى العام في الواقع الإفتراضي ثم في الواقع الملموس ويتضح ذلك في سياق الأخبار والأحداث والقرارات وحركة الحياة ومن أخطر أدوات هذا الصراع تلك الأدوات المحسوبة في سياق الأدب والفن ( وخاصة الأدب الروائي والشعر وما ينتج في السينما والمسرح والأغنية والكاركاتير وما يبث عبر الروايات والقصص والأعمال الدرامية والكوميدية والأغاني والكركاتير إذ يتم بمهارة فائقة نسج وبناء صور ذهنية وخيالات وهمية سلبية ومشينة عن القيم وعن الرموز الدينية والقيمية و عن أهل الحق بصفة عامة باستخدام لقطات مجتزءة من وقائع في الغالب تكون مزورة يتبعها خطط لمنتجات وجولات فكرية وإعلامية في سياق ما سبق لتفرز وعياً معيباً مريضاً مزيفاً يخدم ويعزز إنتفاش الباطل في جولته وشواهد ذلك أكثر مما تحصى فمنها على سبيل المثال في الأدب كتابات نجيب محفوظ وعلاء الأسواني وأقرانهما وفي السينما أداء عادل إمام ويسرا وغيرهما وفي الإنتاج الفني آل السبكي ومن على شاكلتهم وفي الأداء الإعلامي آل أديب ومن على شاكلتهم وهكذا في كل مجال مؤثر له علاقة بحركة الإنسان في الحياة

                        1. ########### د . مجدي هلال