مستخدم:خرياسوس المدون/إجرام

من ويكيبيديا، الموسوعه الحره

قتل الأطفال[تعديل]

1[تعديل]

مش سهل ابدا قتل الأطفال...

حتى بالنسبة لأغلظ القتلة المحترفين قلباً و أكثرهم شراً بيبقي الموضوع صعب.. عشان كده في مجال الجريمة.. الأطفال اللي بتتقتل بفعل فاعل.. لتنحية الطفل عن إرث أو ثروة أو غيره.. بيبقي ليها قاتل محترف مخصوص...

اي قاتل محترف ممكن يقتل لك أي حد مقابل المبلغ اللازم.. بس الأطفال ليها حد "معين".. بيبقي معروف في العالم السفلي للجريمة.. و الغريب إن باقي القتلة المحترفين بيحتقروا المجرم الي من النوع دا..

بالرغم من كده بتبقي أتعابه عالية جدا.. أعلى منهم كلهم...

إنك تنهي حياة طفل بريء مافيش أي احتمال إنه يكون أذى حد.. و لسه ماقضاش أي وقت في الحياة أصلا.. دي عملية صعبة جدا.. بس قاتل المافيا المحترف "فرانك دي لوكا Frank DeLuca" كان من النوع دا...

جه من صقلية متشرد كالعادة.. و بعدين سنة 1920، زي أي صايع إيطالي وقتها، انضم لرجل العصابات "جوزيف جيوفاني Joseph DiGiovanni".. بالرغم من إن "دي لوكا" شكله عادي.. و ملامحه بريئة جدا.. إلا إنه كان فظ غليظ بلا قلب.. ومارس مع "جيوفاني" كل الموبقات اللي تتخيلها.. من تهريب لسرقة لخطف لقتل لفرض إتاوات لبلطجة و ترويع.. لكل حاجة.. و كان بيقتل أي حد بالفلوس.. حتى الأطفال...

و ارتفعت أسهم "دي لوكا" جدا و بقى ثري فعليا.. لأن تقريبا مكانش في حد في معظم الولايات المتحدة في الفترة دي بيقبل اغتيال الأطفال غيره...

اتقبض علي "دي لوكا" ميت مرة و خرج من السجن ميت مرة بسبب براعة محامين "جيوفاني".. وراقبته كل جهة أمنية في الولايات المتحدة.. و مع ذلك واصل جرايمه.. و ازداد قوة و نفوذ.. لدرجة إنه في "جلسات لجنة مجلس الشيوخ حول الجريمة المنظمة Senate Select Committee hearings on organized crime" سنة 1952 اتحط "دي لوكا" بالاسم.. كواحد من "أقوى خمس رجال Five Iron Men" في ولاية كانساس...

بتيجي اللحظة الحاسمة لما الأخ "دي لوكا" سنة 1967 هو و "جيوفاني" بيقلبوا علي بعض.. و عشان عارف إن "جيوفاني" رجل عصابات و هو و أسرته متربيين على الخطر و الموت بالنسبة لهم رفيق دائم منتظرينه طول الوقت.. فمش بيهدد حد منهم.. لا.. بيهدد "جيوفاني" باغتيال حفيده اللي عنده ست سنين...

طبعا "جيوفاني" عارف إن "دي لوكا" قادر على تنفيذ تهديده.. فبيبعت وراه جيش من القتلة المحترفين.. بس دي لوكا بيتخلص منهم جميعاً.. لحد ما بيفتكر جيوفاني نقطة ضعف "دي لوكا" الوحيدة.. اللي اكتشفها بالصدفة لما كلف "دي لوكا" باغتيال أحد منافسيه من رجال الأعمال..

الثعابين...

"دي لوكا" علي كل جبروته ده.. كان مصاب بـ"فوبيا الزواحف Herpetophobia " و لما دخل منزل الهدف مع أحد رجال "جيوفاني".. اتفاجيء بإن الخصم يهوى تربية الثعابين، و إنه قد اقتنى بعضها في أقفاص زجاجية...

و يومها شحب وجه "دي لوكا" و هرب الدم منه ووقع علي الأرض فاقد النطق.. و انخفض ضغطه لدرجة في غاية الخطورة.. لولا إن زميله في العملية سحبه خارج المنزل و انطلق بيه لطبيب "جيوفاني" الخاص...

و افتكر "جيوفاني" الداهية؛ الحتة دي.. و في نفس اليوم.. تسلل بعض رجال "جيوفاني" إلي منزل "دي لوكا" و افرغوا في فراشه تحت الأغطية أكتر من 10 ثعابين حقل صغيرة غير سامة و لا مؤذية...

و رجع "دي لوكا" لبيته.. و غير هدومه و اندس تحت الأغطية.. قبل ما يشعر بملمس بارد ناعم علي ساقيه.. فمد ايده للأباجورة جنب سريره و نوّرها و رفع اغطية الفراش...

و تاني يوم الصبح.. بالتحديد في مايو 1967.. كان الطبيب الشرعي بيغطي جثة "دي لوكا" شاخصة العينين اللي بتحدق في السقف في فزع.. و بيشخص وفاته" بـ"الصدمة العصبية Neurogenic shock".. و أدهشه وجود عدد من الثعابين الغير سامة في الغرفة.. و إن كان محدش فهم وقتها سبب وجودها هناك...

و من "دي لوكا" إلي القاهرة.. سنة 1993 "الظواهري" عمل تفجير في القاهرة استشهدت فيه طفلة عندها 11 سنة إسمها "شيماء عبد الحليم".. اللي في الصورة الأبيض و أسود دي.. وقتها كان في إتجاه متردد بين أطياف الشعب المصري بيعتبر بن لادن و الظواهري أبطال لأنهم حاربوا "المحتل السوفيتي الشرير" و كده..

كان إعلامنا الرسمي العبيط بالمناسبة وقتها مسميهم: "المجاهدين الأفغان"...!

صحيح إن كتير من المثقفين كان عارف إنهم كلاب للمخابرات المركزية الأمريكية.. و ندرة كانوا فاهمين إنها خطة ممنهجة لتوطين الإرهاب في بلد يكون شوكة في ظهر روسيا و مخلب قط غير معلن في المنطقة.. لكن محدش كان يقدر يعلن دا و إلا الناس تقطعه.. الشائع أنهم "مجاهدين"..

و لحد دلوقتي بنلاقي حد زي أحمد خالد توفيق مثلا عنده الصفاقة الكافية لإنه يقول بالحرف:

"صحيح إن تدريبهم تم علي يد برجينسكي علي سبيل المقلب الذي أعدته المخابرات الأمريكية للسوفيت؛ لكنه كان جهادا بالمعنى الحرفي للكلمة"... [كتاب دماغي كدة، ص 47]

بمنتهي السطحية قرر الكاتب: "مفيش مانع تحط إيدك في إيد الصهاينة لما تقتضي الضرورة - برجينسكي درّب بن لادن و حثالته علشان (يعمل مقلب) في السوفيت هيهيهيهيهي"....!

من نفس المنطلق هللوا و طبلوا الخونة لما تل أبيب قصفت سوريا - لاحظ انها ماقصفتش بشار الأسد - قصفت "سوريا".. بس أتحالف مع إبليس لو في مصلحة ليا مش مشكلة.. المهم ابقي رافع راية "إسلامية"... و بنفس المبدأ حطوا إيدهم في إيد جماعة مفيش في تاريخها نقطة بيضاء.. كلها دم و خيانة.. و عصروا ليمون و اتحالفوا مع حركة من أخطر الحركات في تاريخ الشرق...

وفاة الطفلة شيماء أدى ساعتها لانقلاب مروّع في اتجاه الشارع المصري و نظرته للعصابة بتاعت بن لادن و الظواهري.. لدرجة إن الظواهري كتب رسالة قال فيها بالنص:

"وقد آلمنا جميعا مقتل هذه الطفلة البريئة بدون قصد.. ولكن ما حيلتنا ولابد لنا من جهاد الحكومة المحاربة لشرع الله والموالية لأعدائه..."

و مع ذلك فضل دم شيماء بالذات بيطارده ككابوس بشع.. فاضطر بعدها بتلات سنين سنة 96 - "لاحظ إن الموضوع فضل يؤرق الإرهابي القاتل دا 3 سنين" - يصدر رسالة جديدة اسمها "شفاء صدور المؤمنين" حاول فيها يلاقي مخرج لأزمة قتل المدنيين أثناء الجهاد ضد الحكومات الكافرة.. و قرر إنه "علي القاتل أن يصوم 3 أيام كفارة"...!

فضل بعد كده ضميره يأنبه برضه.. فطلع علينا بكتاب عبيط كامل اسمه "فرسان تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم" في 2001.. قرر فيه ان صيام 3 أيام مش كفاية.. و إنه يجب علي القاتل دفع دية المقتول لأهله...

بالرغم من كده فضل شبح شيماء ورا العميل القاتل الدموي المجنون "الظواهري".. لدرجة انه في تسجيل له في سنة 2007 - و بدون أي مناسبة في الحوار - عرض الديّة صراحة علي أهل شيماء...

في 2008 أعلن الظواهري السبب الغامض لوقف العمليات في مصر من التسعينات.. و قرر إنه بسبب مقتل شيماء بالذات و "لأن الشارع المصري انقلب علينا"...

الظواهري علي الرغم من إنه تلميذ المخابرات المركزية الامريكية و خاين و عميل و تاجر مخدرات.. عنده ذرة ما في مكان ما من ضمير بيؤرقه بسبب حادثة معينة.. مقتل طفلة...

عندنا دلوقتي شباب مكون ماشاء الله ظهير إعلامي للإرهاب.. من أنصار "المصالحة و الإحتواء و الإنسانية".. و الجماعة اللي "على الحياد" أثناء الحرب.. و شايفين الإرهابي له مبررات و قضية.. و "الدم كله حرام" ...

دم الإرهابي الي فخخ بنته اللي عندها سبع سنين.. "حرام"...!

الناس دي مش مدركين إنهم حقيقة.. أسوأ من الظواهري و فرانك دي لوكا...

على الأقل دول كانوا عارفين إنهم مجرمين قتلة..

دم الأطفال دي حايكون لعنة علي رؤوسكم واحد واحد.. منفذ و مؤيد و متعاطف و مبرراتي و "عامل مش واخد باله"..

و حاتبكوا بدل الدموع دم...

دا وعد...

2[تعديل]

يبدو إننا لسه مانتهيناش من قصة المختلين اللي فخخوا أولادهم في سوريا...

ناس كتير بعتت تسأل "ممكن حد يقتل أولاده فعلا؟".. "ممكن حد يفخخ أولاده؟"... و هم بيقولوا كده بيسألوا..

"إزاي أب يفخخ اولاده و إزاي أم تقتل بناتها".. و "الحيوانات مابتعملش كده"..

بالنسبة للحلاليف اللي شفناها في الفيديو مع الطفلتين.. مع احتمال انهم مايكونوش بناتهم فعلا.. ممكن يكونوا بنات أخدوها صغيرة لأسرة لقت حتفها في الحرب من خمس سنين.. أو بنات خاطفينها أو أي شيء آخر.. إلا إنه؛ و زي ما اتعودنا.. الكلمة الأخيرة بتكون للعلم دايماً...

النهاردة معانا "علم النفس" و "الإجتماع" و "التاريخ".. اللي بيقولولنا إن دا سلوك موجود و له أسباب..

"قتل الابن Filicide".. شيء غريب و مقزز و منفر.. بس للأسف.. يكفي إنك تعرف إنه في الولايات المتحدة لوحدها.. في 450 طفل بيقتلهم آباؤهم "سنويا" تقريبا ..

طيب إزاي دا بيحصل و ليه؟ إيه أسبابه؟

- تاريخياً محدش جرّم قتل الأطفال غير مصر القديمة.. بينما كانت اليونان في أثينا و دلفي و إسبرطة بيوزنوا الطفل و يشوفوه قوي و للا لأ و لو ضعيف أو مشوه بيرموه للضواري تفترسه.. "أرسطو Aristotle" علي فكرة له كتابات بتشجع على دا..

أما في "قرطاجة Carthage" و بلاد فارس و عند حضارة "الأزتك Aztecs".. كان الطفل بيذبح أو يحرق حياً كقربان للآلهة.. في الجزيرة العربية مارسوا "الوأد post-partum birth control".. لما الوليد كان مبيبقاش علي المزاج...

عكس الشائع؛ الوأد مكانش للبنات فقط.. كان بيحصل للأولاد كمان.. الأب كان بيدفن الرضيع حي لو "أسود".. مخلفه من جارية سوداء.. أو "شكله مش عاجبه" أو شاكك انه مش ابنه و جاي من علاقة محرمة.. أو لأسباب أخرى زي غيرة زوجة تانية أو غيره.. التخلص من الأطفال عشان "نرضي ست تانية" كان شائع جدا "ولا زال".. قصة مرات الأب اللي بتكره أولاد جوزها بيقف عندها علم النفس و بيسميها " متلازمة السندريلا Cinderella's stepmother syndrome"..

لكن كان وأد البنات هو الاكثر شيوعاً.. لأن البنت حاجة عار و عيب و حاتجيب لأهلها اللعنة و "مالهاش فائدة".. لأن كل سكان الجزيرة العربية الذكور وقتها كانوا علماء صواريخ و خبراء تخصيب يورانيوم زي ما انت عارف.. و بعدين جت الديانات السماوية الثلاثة و حرمت الممارسات دي...

- من الأسباب اللي بتخلي أب يقتل ولاده هي موروثات التراث دا في العقول.. لاحظ إنه لحد النهاردة في البادية و الصعيد و القرى الفقيرة في مصر وسوريا و الأردن و تركيا و بلاد كتير.. لسه في ثقافة خيبة الأمل من إنجاب الأنثي.. اللي ممكن تتطور إلي معاملتها كالحيوان.. معاملة تمرضها و تقتلها ببطء.. لأن الأب "عايز ولد يشيل اسمه" عشان اسم العيلة مايندثرش..

تبص على اسمه دا و تدور في تاريخ "العيلة" على أي صلة قرابة بنابوليون بونابرت أو روبرت كوخ مثلا متلاقيش.. تلاقي أسلافه ماشاء الله كلهم صيّع.. بس برضه خلفة البنت وحشة.. لأن الولد حيشيل اسم العيلة.. و يضمن استمرار سلالة البهايم في الحضارة الإنسانية...

لاحظ إن جرائم الشرف دايما ضحيتها "بنت".. حتى لو اتعرضت للاغتصاب وهي نفسها "ضحية".. نغسل العار بقتل الضحية البريئة...

- السلوك دا بتشوفه على نطاق أصغر في تصرفات بعض الآباء.. اللي بتلاقي ابنها متخلف عقليا و صايع مابيفلحش في شغل.. و خلص ثانوية عامة في 12 سنة.. وقاعد في البيت بفانلة داخلية معفنة و شراب كل فردة لون.. و الأم و الأب معتقدين إنهم مخلفين عمر الشريف.. و أخته المتفوقة هي اللي تخدّم عليه و هو قاعد يهرش زي النسانيس.. روحي هاتي لأخوكي.. ناولي اخوكي.. اعملي لاخوكي.. حتى لو هي متفوقة و أفضل منه...

الموروث دا بيخلي من السهل التضحية "بالأنثى".. هي أصلا "خادمة" لا راحت و لا جت.. و اقل شأنا من الذكر..

- في مناطق عربية بتقول على البنت "أمة".. عبدة يعني.. مش بنت و صبية و بنوتة و آنسة و الكلام اللطيف الطبيعي دا.. لأ "أمة".. دي ثقافته اللي هو شاربها.. و لما تقوله إنها مش "أمة" و إنها بنت يقولك "أمة كلمة دينية بمعنى عبدة لله"...! طيب بتنادي ابنك تقوله "يا عبد" و "يا ابن آدم".. بما إنه "عبد لله" و دي كلمات دينية برضه؟

الثقافة دي بالضبط هي ثقافة الإسلامجية تجار الدين.. ,و دا اللي بيربيهم عليه مشايخهم.. "دي عبدة".. و سلعة تباع و تشتري و مخلوقة للمتعة و الخدمة و بس.. دا اللي بيتعلمه و يشربه.. و ينفذه.. في فيديو شهير للأخ "أبو اسحق الحويني" و هو بيتكلم عن إن "الأنثي" المفروض ماتتعلمش.. و إن دا خبل و فشل و عته.. مهما اتعلمت تفضل جاهلة و كائن ثانوي.. "العلم للرجال فقط".. الفيديو دا في آخر مرجع للي يحب يستمتع ببعض الهبل...

- في سبب مهم كذلك لقتل الأطفال و هو المخدر.. و أخطر أنواع المخدرات في تأثيرها على العقل هو "الكحول" بالمناسبة.. اللي بيقفل لك "أزرار المنطق" في عقلك و يمنح السيطرة "للجهاز النطاقي limbic system".. و يحولك من كيان عاقل ذكي إلي شخص بذكاء "سحلية".. حقيقة مش مجازاً...

شفنا كلنا فيديو من سوريا لإرهابي مقبوض عليه، فاقد الإتزان وواقف يهذي.. وواضح جدا إنه تحت تأثير مخدر.. الناس بتستهين بتأثير الكحول كمخدر.. بس الحقيقة إنه لولا الدمار المروع اللي بيعمله الكحول في أجهزة الجسم، كان بقى المخدر المثالي اللي نستعمله في العمليات الجراحية...

استخدام المخدرات في التأثير على العقول و تجنيدها في اغتيالات و عمليات عسكرية مش جديد.. و استخدمته زمان حركة "الحشاشين Assassins" تحت قيادة "الحسن بن الصباح".. اللي ممكن نتكلم عنها باستفاضة لاحقا...

- في قضية بشعة لأم أمريكية شغلت كاميرا.. و سجلت إغراقها لطفلتيها في البانيو و هي تحت تأثير المخدر.. و بعدين فوجئت انهم ماتوا.. فنامت جوارهم على أمل انها تموت معاهم.. و لما فاقت و راح تأثير المخدر، أدركت فداحة اللي ارتكبته بعد فوات الأوان...

و في ملفات الطب الشرعي كوارث تشيب شعرك بقية حياتك.. من الأم السكرانة اللي حطت طفلتها في الثلاجة عشان "الدنيا حر".. للأب اللي دلق زجاجة ويسكي في جوف ابنه الرضيع عشان يشاركه الشراب.. و اللوحة اللي مع البوست دا.. رسم لقيصر موسكو "إيفان الرابع أو إيفان الرهيب Ivan The terrible" اللي قتل ابنه في نوبة غضب تحت تأثير الخمر..

- الطبيب النفسي د. " فيليب رينسك Philip J. Resnick" قعد يدرس ظاهرة قتل الأبناء دي من سنة 1960.. وكتب كتاب كامل عنها، خلص فيه ان من أهم أسبابها هو "الإحساس بالعزلة" و "المعلومات الخاطئة" اللي بيرددها الإعلام حول حرب معينة أو أزمة معينة...

الإحساس بالعزلة.. زي ما تيجي لواحد تقول له: "أنت الفرقة الناجية.. الجنة ليك لوحدك.. ربنا بيحبك انت.. كل الباقين دول كفار و طغاة.. أنت الوحيد المختار و المقرب.. اعمل اللي انت عايزه و طالما مت علي الدين دا ربنا يغفر لك و الشفاعة من حقك مهما عملت.. مش مفروض تتعايش مع حد.. حقك تسود الجميع.."

مع الوقت الشخص اللي امتلك مفاتيح الجنة و النار دا صدق كذبة إنه "داخل الجنة مهما عمل طالما مؤمن بدين معين".. و إنه "إله يمشي علي الأرض".. ياخد قرارات مين يموت و مين يعيش.. و افخخ ولادي و ابعتهم يموتوا.. دا حقي و انا "يد الله في الأرض".. ما احنا حنتقابل كلنا في الجنة ان شاء الله.. "منا داخل الجنة داخلها"..

بقصة "أنا المختار و ربنا مابيحبش غيري" دي.. إسرائيل بتعيث في الأرض فسادا من يوم ما ظهرت لحد النهاردة.. هنا احنا أمام عزلة نفسية لشعب كامل..

المعلومات الخاطئة؟ كام شاب كان عايش كويس و له حياة و مستقبل بينتظره و محقق نجاحات فعلية في رياضة أو غيره زي "إسلام يكن".. و بعدين فضلت تضخ له معلومات سامة عن "الثوار و الحرية و الخلافة" و تقنعه إن دي "معركة النهاية" و "القيامة قربت خلاص" و "الظلمة الطغاة بيحرقوا الأطفال".. و "تحرير القدس يبدأ من سيناء" و "هزيمة إسرائيل تبدأ من سوريا".. و تكلمه عن الموت باستمرار.. لحد ما قرر يروح يسلم نفسه للإرهابيين يسيطروا عليه بالجنس و المخدرات؟

كام واحد في الأزمة العالمية في 2008 قتل أولاده بناء على معطيات الإعلام..؟ بإن الأزمة مالهاش رجعة و دمار و خراب و تحاليل خبراء اقتصاديين؛ قالوا حرفيا علي الشاشات: "إن الناس مش حتلاقي اللي تاكله سوي القطط و الكلاب و بعدين تنتقل لأكل البشر عشان تعيش"...

في الولايات المتحدة في مئات قتلوا أولادهم عشان يجنبوهم المصير دا.. و في مصر في واحد قتل زوجته وولديه بسبب أزمة مادية في حادثة شهيرة.. في فيلم رعب أمريكي كويس اتعمل على القصص دي في 2013 اسمه "ماما Mama"...

د. فيليب بيقول لنا إن العزلة و المعلومات الخاطئة باستمرار .. و عدم التحقق من المصادر و الاستماع اللي ترديد الميديا و تصديقه هو الطريق الذهبي للجنون.. اللي بيحطك في حالة عقلية منفصلة عن الواقع الحقيقي.. و بتبقي عايش لوحدك في عالم آخر..

كام واحد من أصدقائك النهاردة منفصل عن الواقع و عايش في ذكريات "25 يناير" و "محمد محمود" اللي باعوه فيه.. و كل كلامه عنهم؟ هو وقف هناك و اتعزل.. و خلاص القصة انتهت...

طيب هل المحنون المختل دا له عذر براءة؟ لا طبعا.. المجنون اللي بيعذره القانون هو اللي فقد العقل تماما.. و مبيعرفش يميز و لا يعرف هويته.. اما مريض العصاب.. اختلطت الأمور في ذهنه و حصل له عزلة نفسية و خلل عقلي.. اللي بيقتل من أجل الرب أو القاتل المتسلسل اللي بيقتل عشان "المسيح جاله و أمره بتطهير الأرض" و "أصل في عفريت لبسني" و القصص دي.. فدا لا يعذره القانون.. عشان كده إتعدم "تيد باندي Theodore Robert Bundy" في الولايات المتحدة.. اللي اعترف انه قتل 30 سيدة و فتاة.. لأن الله أمره بقتل النساء.. و اتعدم عشرات القتلة زيه...

اللي بينشر الفكر دا و بينشر إشاعات و طاقة سلبية طول الوقت.. صدقني.. أنت بترتكب جريمة قتل.. و ممكن تقتل أقرب الناس ليك أو تدفعه للموت بدون ما تشعر...

محتاجين نراقب السموم اللي بتبث في العقول و الطاقة السلبية اللي بتتنشر طول الوقت.. "الإشاعات" و المعلومات الغلط و فكرة "إنك الأفضل" لأنك بتعتنق دين أو مذهب معين.. مش لأنك إنسان متحضر أو مجتهد أو بتشتغل أو بتنتج.. محتاجين إعلام و سينما و خطاب ديني و علمي و ثقافي يقضي علي موروثات "تفوق الذكورة" الحامضة منتهية الصلاحية.. و فكرة إن الطفل.. ذكر أو أنثي مجرد "شيء" بنتحكم فيه...

محتاجين ردع قانوني حقيقي للي بيعملوا الممارسات دي.. لأنها بتقتل و تنتج مسوخ...


مراجع


1 - Greenfeld, Lawrence A.; Snell, Tracy L. "Women offenders"...

2 - MARLENE L. DALLEY, Ph.D. The Killing of Canadian Children by Parent(s) or Guardian(s): Characteristics and Trends 1990-1993, January 1997 & 2000...

3 - Holmes, Ronald M.; Holmes, Stephen T. (2001). Murder in America. Thousand Oaks, California: Sage Publications, Inc. p. 116...

4 - Milner, Larry S. (2000). Hardness of Heart / Hardness of Life: The Stain of Human Infanticide.

5 - Cheryl L. Meyer and Michelle Oberman: "Mothers Who Kill Their Children: Understanding the Acts of Moms from Susan Smith to the Prom Mom".

6 - Williamson, Laila (1978). "Infanticide: an anthropological analysis". In Kohl, Marvin. Infanticide and the Value of Life...

7 - Christophe Z Guilmoto, Sex imbalances at birth Trends, consequences and policy implications..

8 - Dr. Neil S. Kaye M.D - Families, Murder, and Insanity: A Psychiatric Review of Paternal Neonaticide...

9 - "Ancient Egypt", David P. Silverman, p. 13...

10 - Cotlow, Lewis (1971). The Twilight of the Primitive....

11 - https://www.youtube.com/watch?v=s1bS4gitoS0