الحملة المصريه على بلاد الحبشه

من ويكيبيديا، الموسوعه الحره
الحملة المصريه على بلاد الحبشه
 
بداية 1874  تعديل قيمة خاصية تاريخ البدايه (P580) في ويكي بيانات
نهاية 1876  تعديل قيمة خاصية تاريخ النهايه (P582) في ويكي بيانات
الموقع اريتريا  تعديل قيمة خاصية المكان (P276) في ويكي بيانات


الحرب المصرية الإثيوبية هيا حرب بين الإمبراطورية الإثيوبية وخديوية مصر ، هيا دولة مستقلة تابعة للإمبراطورية العثمانية، من سنة 1874 لسنة 1876. أدى الصراع لانتصار إثيوبى لا لبس فيه، اللى ضمن استمرار استقلال اثيوبيا فى السنين اللى سبقت التدافع لافريقيا مباشرة. على العكس من كده، بالنسبة لمصر، كانت الحرب فشل مكلف ،و ده أضعف بشدة التطلعات الإقليمية لمصر كإمبراطورية أفريقية، ووضع الأسس لبداية "الحماية المحجبة" للإمبراطورية البريطانية على مصر بعد أقل من 10 سنين .

خلفية[تعديل]

مصر كانت دولة تابعة اسمى للإمبراطورية العثمانية ، اتصرفت كدولة مستقلة فعلى من استيلاء محمد على على السلطة سنة 1805، وفى النهاية أنشأت إمبراطورية فى جنوبها فى السودان . حاولت مصر العثمانية كذا مره طول أوائل القرن التسعتاشر تأكيد سيطرتها على المنطقة المحيطة بالحدود الإثيوبية السودانية الحديثة،و ده جعلها فى صراع مع الحكام الإقليميين لمقاطعة بيجيمدر الغربية فى إثيوبيا، زى كالنابو ووادكالتابو وجلابات و دباركى .[1] حفيد محمد علي، إسماعيل باشا ، بقا خديوى سنة 1863، وسعى لتوسيع دى الإمبراطورية المزدهرة نحو الجنوب.[2][3] و بعد ضم دارفور سنة 1875، وجه انتباهه لإثيوبيا. كانت نية إسماعيل أن تشكل مصر إمبراطورية أفريقية متجاورة من شأنها أن تنافس إمبراطوريات اوروبا وتسمح لمصر بالهروب من الطموحات الإقليمية لتلك القوى الأوروبية العظمى نفسها. و التوسع فى تشاد وإريتريا وجيبوتى والصومال وأوغندا الحديثة، كان يرغب فى استيعاب كامل وادى النيل جوه إمبراطوريته، بما فيها إثيوبيا، مصدر النيل الأزرق . تاريخ اثيوبيا يعكس تاريخ مصر فى كثير من النواحي، حيث كان لكل منهما حضارات قديمة ومستمرة موطن لكل من المسلمين والمسيحيين الأرثوذكس، التحديث السريع لمصر فى عهد محمد علي، ومشاريع التحديث الهائلة اللى قام بيها إسماعيل، أقنعت الخديوى بأن الحرب مع اثيوبيا ستؤدى لنصر مصرى مؤكد. و كان من الجيش المصرى الكتير من الظباط الأوروبيين والأمريكيين، اللى عزز تدريبهم وخبرتهم ثقة إسماعيل.[4] وفى الوقت نفسه، بقا الملك يوهانس الرابع ملك ملوك اثيوبيا سنة 1872 بعد هزيمة تكله جيورجيس التانى فى المعركة. عمل على تحديث جيشه، حيث درب بعضهم على ايد المغامر البريطانى جون كيركهام .

معركة جونديت[تعديل]

المصريين بقيادة أراكيل بك والعقيد الدنماركى أدولف أرندروب غزو مصوع من ممتلكاتهم الساحلية، فى للى يتعرف دلوقتى بإريتريا. بعد بعض المناوشات، قابل جيشا يوهانس و إسماعيل فى جونديت صباح يوم 16 نوفمبر 1875. ماكانش عدد المصريين يفوق عددهم بشكل كبير فحسب،لكن أُخذوا على حين غرة تمام فى الوقت نفسه كانو يسيرون عبر ممر جبلى ضيق. انطلقت جموع المحاربين الإثيوبيين من مخابئهم أعلى المنحدر واندفعت بسرعة نحو الأعمدة المصرية المصدومة،و ده أبطل ميزة الأخيرة فى القوة النارية وتسبب فى هزيمة كتير من جنود الفلاحين غير المتحمسين. انتهت دى المواجهة بالإبادة الكاملة لقوة التجريدة المصرية بقيادة العقيد أرندروب ومقتل قائدها. كانت رحلة أرندروب الاستكشافية غير كافية بشكل يائس للمهام اللى ابتدا القيام بها. كان عددهم يا دوبك يزيد عن 4000 جندى وماكانش عندهم سلاح فرسان. كان قادتها، مع المدفعى الدنماركى المذكور قبل كده والرائد دينيسون، أمريكى، والرائد دورهولتز، سويسرى، بقا بعدين من الجيش البابوي، والرائد رشدى بك، تركي. انضم أراكال بك، ابن شقيق نوبار باشا (رئيس وزراء الخديوى الأرمنى المسيحي) لالحملة واتقتل فى المعركة. حوالى 2000 مصرى ماتو وسقطت بطاريات مدافعه الست و 6 منصات صواريخ فى أيدين العدو. انسحب المصريين لمصوع على الساحل بعدين لكرن، اللى كانت محصنة من سنة 1872 بحوالى 1200 مصري. لكن إسماعيل باشا لم يستطع ترك الأمر هكذا، و كان من الضرورى اوى استعادة الهيبة المفقودة. بأى ثمن، كان لا بد من إعجاب دائنيه الأوروبيين، فشرع فى حشد قوة اكبر لرحلة استكشافية ثانية من شأنها تعويض الخسارة الشديده والمهينة اللى تكبدها على أيدى الإثيوبيين فى جونديت.

معركة جورا[تعديل]

ساحة معركة جورا

بعد الغزو الفاشل، حاول المصريين تانى غزو إثيوبيا، دى المرة بجيش قوامه حوالى 13000 رجل. وصلت قوات إسماعيل باشا، بقيادة راتب باشا دلوقتى ، لمصوع فى 14 ديسمبر 1875.[5] بحلول شهر مارس، وصلو لسهل جورا و أقاموا حصنين، أحدهما فى سهول جورا والتانى عند ممر جبل خايا خور على بعد شوية كيلومترات. قام يوهانس بالتعبئة مرة تانيه، مقدم دى المرة القضية على أنها صراع بين المسيحية والإسلام، ورد آلاف الرجال بجنود وصلو لجوجام ، رغم أن جنود منليك فى شيوا فضلو كمراقبين. اشتبك الإثيوبيون، اللى تبلغ قوتهم دلوقتى حوالى 50,000 (منهم حوالى 15,000 بس يمكنهم القتال فى وقت واحد بسبب تخطيط ساحة المعركة)، اشتبكوا معاهم فى 7 مارس 1875، و أمر راتب باشا بيزيد شويه عن 5000 من أصل 7500 رجل متمركزين فى فورت جورا. لمغادرة الحصن والاشتباك مع الإثيوبيين. وبسرعه حاصرت دى القوة الحرس المتقدم الإثيوبي، بقيادة رأس علولة على الأرجح، وبسرعه انكسرت. بعدين تراجع الإثيوبيون، وفى 10 مارس، شنوا هجوم ثانوى على حصن جورا، وتم صده. تم حل القوة الإثيوبية فى اليوم التالي، وبسرعه انسحب المصريين المنكوبون.[2]

الخدمة الخارجية[تعديل]

اوروبا[تعديل]

خدم الكتير من الظباط الأوروبيين على جنبين الصراع بصفات مختلفة؛ ومن دول المغامر البريطانى جون كيركهام على الجانب الإثيوبي، والدانماركى أدولف أرندروب كمان المستكشف السويسرى فيرنر مونزينجر على الجانب المصري.[5][6] منزينجر، الحاكم السابق لمنطقتى كرن ومصوع ، قاد واحده من الهجمات المصرية ضد إثيوبيا، وسار لالداخل من تاجورة ، لكن قواته غلبت جيش محمد بن حنفادي، سلطان أوسا ، وقتل فى المعركة.[7][4] فى نفس الوقت ده ، تم تكليف أرندروب، اللى كان مساعد إسماعيل، بمهمة قيادة حملة استكشافية ضد الحبشة. فى نص نوفمبر خلال اشتباكات فى جونديت و أرندروب، اتقتل الكتير من الظباط التانيين وحوالى 1000 جندى خلال معركة استمرت 12 ساعة. نجا 3 رجال بس أحياء.

امريكا[تعديل]

شارك فى الصراع الكتير من الظباط الكونفدراليين السابقين وظباط الاتحاد اللى قاتلوا قبل كده فى الحرب الأهلية الأمريكية . طرح الخديوى المصرى فكرة توظيف ظباط أمريكيين لإعادة تنظيم جيشه لما قابل ثاديوس ب. موت ، ضابط مدفعية سابق فى الاتحاد ومغامر، فى بلاط السلطان فى القسطنطينية سنة 1868. أمتع موت إسماعيل بشهادات حول التقدم اللى حققه الامريكان فى التكنولوجيا والتكتيكات خلال الحرب الأهلية الأمريكية ، حيث أقنع الخديوى بتوظيف قدامى المحاربين الأمريكيين للإشراف على تحديث القوات المسلحة المصرية. سنة 1870، وصل أول دول المشرفين العسكريين، الضابطين الكونفدراليين السابقين هنرى هوبكنز سيبلى وويليام وينج لورينج ، لمصر. اتعيين لورنج على ايد الخديوى مفتشًا سنه للجيش المصري، و سنة 1875 تمت ترقيته لرئيس الأركان لالقائد العام للحملة العسكرية المصرية فى إثيوبيا. سيشارك لورينج فى معركة جورا اللى انتهت بالهزيمة. ألقى المصريين باللوم على الأمريكيين فى الحرب الكارثية، و كان على لورنج وسيبلى والظباط التانيين تحمل سنتين من الإحباط والإذلال اللى لا نهاية له فى القاهرة.

بعد[تعديل]

بعد الحرب، فضلت اثيوبيا ومصر فى حالة من التوتر، اللى تراجعت لحد كبير بعد معاهدة هيويت سنة 1884.[5][4] أظهر رأس العلا أنه جنرال موثوق به، وقام يوهانس الرابع بترقيته لرتبة رأس ، وعين حاكم لمأرب ملش .[6] كان لهزيمة مصر فى الحرب تداعيات خطيرة على مصر. وزادت تكاليف الحرب من الديون المالية الهائلة للبلاد، اللى كانت سنة 1879 سبب فى عزل إسماعيل من منصب الخديوى بإصرار من بريطانيا وفرنسا . وفى الوقت نفسه، بقا كتير من الجنود المصريين اللى خدمو فى الحرب مسيسين بسبب تجاربهم،و ده شكل تهديدًا للنظام الملكى المصرى نفسه. و كان من دول ظباط الجيش الساخطين العقيد أحمد عرابى ، اللى قيل إنه "غاضب من الطريقة اللى أسيء بيها [الحرب]".[8] ساهم الاستياء من الهزيمة فى عدم الرضا العام عن توفيق باشا ، اللى اختارته القوى العظمى خلف لإسماعيل،و ده أثار ثورة عرابى ضد النظام الملكي. اتقابل النجاح الأولى للثورة بالانزعاج فى أوروبا، و أدى فى النهاية لقيام المملكة المتحدة بإرسال قواتها لاحتلال مصر لدعم توفيق، و علشان كده بداية احتلال المملكة المتحدة لمصر.[9]

كان لنتيجة الحرب تأثير محدد على مسارات الدولتين الأفريقيتين. قبل الصراع، كانت مصر تتمتع بهيمنة إقليمية ودولية نسبية، مع تطلعاتها لتحقيق التكافؤ الجيوسياسى مع القوى العظمى فى أوروبا. حطمت الهزيمة دى التطلعات، وساهمت، مع الوضع الاقتصادى الكارثى فى مصر نفسها، فى خلع إسماعيل فى الاخر و إخضاع مصر على ايد القوى العظمى،و ده اتسبب فى النتيجة ذاتها اللى كان إسماعيل يأمل فى تحقيقها. -كان مفترض تجنب إمبراطورية وادى النيل.

وعلى العكس من كده، حافظت اثيوبيا على استقلالها، و بعد ما زادت صلابة الحرب، كانت على استعداد جيد للدفاع عن نفسها وقت التدافع الوشيك نحو افريقيا. استغلت الإمبراطوريات الأوروبية انهيار الإمبراطورية المصرية الإفريقية، حيث حلت ايطاليا محل مصر فى إريتريا،و ده مهد الطريق لمواجهة نهائية بين ايطاليا واثيوبيا فى الحرب الإيطالية الإثيوبية الأولى سنة 1895. إن انتصار اثيوبيا فى تلك الحرب من شأنه أن يساهم بدوره فى تعزيز رغبة ايطاليا الفاشية فى غزو اثيوبيا فى تلاتينات القرن العشرين.

شوف كمان[تعديل]

مصادر[تعديل]

  1. Abir, M. "The Origins of the Ethiopian-Egyptian Border Problem in the Nineteenth Century." The Journal of African History 8, no. 3 (1967): p. 443-61, http://www.jstor.org/stable/179830
  2. أ ب "Ethiopian Treasures - Emperor Yohannes IV, Battle of Metema - Ethiopia". www.ethiopiantreasures.co.uk. Retrieved 2021-06-01.
  3. "Yohannes IV". ethiopianhistory.com. Retrieved 2021-06-01.
  4. أ ب ت "01. The Reign of Emperor Yohannes IV". المرجع غلط: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "auto1" معرف أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  5. أ ب ت "Yohannes IV". ethiopianhistory.com. المرجع غلط: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "auto4" معرف أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  6. أ ب "Ethiopian Treasures - Emperor Yohannes IV, Battle of Metema - Ethiopia". www.ethiopiantreasures.co.uk.
  7. Edward Ullendorff, The Ethiopians: An Introduction to Country and People, second edition (London: Oxford University Press, 1965), p. 90. ISBN 0-19-285061-X
  8. Blunt, Secret History, p.101.
  9. Wilfrid Scawen Blunt, Secret History of the English Occupation of Egypt (A.A. Knopf, 1922), p.14