شفيقه القبطيه

من ويكيبيديا، الموسوعه الحره
شفيقة القبطية

معلومات شخصيه
الميلاد 1851


شبرا، القاهرة،  مصر

الوفاة قالب:سنه الوفاة والعمر


شبرا، القاهرة،  مصر

سبب الوفاة طبيعية
مكان الدفن القاهرة، مصر
مواطنه مصرية
الجنسيه قالب:بيانات بلد الدوله العثمانيه

قالب:بيانات بلد خديويه مصر
قالب:بيانات بلد السلطنة المصريه
قالب:بيانات بلد المملكه المصريه

الديانه مسيحية
الحياه العمليه
المهنه راقصة

شفيقه القبطيه اشهر رقاصه مصريه فى القرن التسعتاشر ، اتولدت فى شبرا سنه 1851 اتوفت سنه 1926

بدايتها

لم يشهد الشرق العربى كله من عصر العباسيين راقصة بلغت من الشهرة والمجد والثراء ما بلغته (شفيقة القبطية).

ففى سنه 1871 كانت فى مصر راقصة عظيمة الشهرة اسمها (شوق) وفى ذلك العام دعيت شوق لترقص فى بيت اسرة عريقة من اسر الأقباط لمناسبة جواز احد ابناء الاسرة واستطاعت شوق أن تخلب ألباب الستات والفتيات برقصها الرائع، وفى فترات استراحة شوق كانت الفتيات المدعوات يرقصن مشاركة للاسرة فى فرحها و كان ده عرف سائراً ساعتها ، وما زال معمول به لحد اليوم. ونهضت من المدعوات آنسة سمراء جميلة التقاطيع فاتنة القسمات، وابتدت ترقص، و بعد دقائق كانت الدهشة والإعجاب قد أذهلا المدعوين. فلما ختمت الفتاة رقصتها، تقدمت منها شوق وقبلتها، وقالت ليها (اسمك إيه يا عروسة؟) فقالت الفتاة فى استحياء (شفيقة) فقالت شوق: (انتى خسارة.. ما تجى أعلمك الرقص؟) وثارت والدة شفيقة، وعدت دى الدعوة إهانة، إذ كان الرقص ساعتها حرفة منحطة فى نظر الاسر الكبيرة، و كان يتقال على محترفاته (الغوازي)، ولما همت ام شفيقة بالانصراف بابنتها، غمزت شوق بعينها لشفيقة غمزة فهمت معناها.

رقصة للامبراطورة

كانت (شوق) اول راقصة استطاعت أن تجعل لنفسها مكانة محترمة بين العائلات الكبيرة، و كانت الراقصة الوحيدة اللى يسمح ليها بأن ترقص فى الحفلات اللى يقيمها الخديوي، ولما افتتحت قناة السويس، رقصت شوق بين المدعوين لحفلة تكريم الامبراطورة (أوجيني) اللى جت لحضور حفلة الافتتاح، ولده عدت شفيقة نفسها محظوظة حين أظهرت ليها (شوق) ده الإعجاب والتشجيع. وكانت اسرة شفيقة من الاسر المتدينة، فكانت تحتم على فتاتها أن توصل الصلاة فى الكنيسة، فكانت تخرج بحجة أنها ستؤدى الصلاة، بعدين تذهب الى بيت (شوق) بشارع محمد علي، وكثر ترددها على شوق اللى لقنتها الدروس الأولى فى الرقص. وفجأة اختفت شفيقة، فجن جنون الاسرة، وبحثت عنها فى كل مكان لحد يئست من العثور عليها، و بعد حوالى ستة اشهر علمت الاسرة أن فتاتها تعمل راقصة فى احد الموالد الكبرى بالوجه البحري، فبعتت ليها قسيساً من أصدقاء الاسرة لينصح ليها بالرجوع عن ده المسلك اللى يزلزل مكانة عيلتها، لكن القسيس فشل فى إقناع الفتاة اللى ابتدت تضع قدميها على أولى درجات الشهرة والغنى! ولم يسع الاسرة المحافظة لكن تتبرأ من فتاتها المارقة.

على العرش

ولم تعبأ الفتاة بده القرار، ولعلها أرادت أن تثبت لأسرتها أنها لم تنحرف عن استقامتها فألصقت باسمها نوع ديانتها فكانت تنادى (شفيقة القبطية) ورجعت الى القاهرة لتعمل مع استاذتها (شوق) لتعمل فى الافراح الكبرى. وبعد ستة اشهر ماتت (شوق) فخلا الميدان لشفيقة، وفى فترة قصيرة تربعت على عرش فن الرقص، ولمع اسمها، فبقت الاسر الكبيرة تباهى بأنها جت (بشفيقة القبطية) فى فرحها. وأرادت شفيقة أن تجرى تجديداً يتناسب مع شهرتها، فابتدعت (رقصة الفنيار) فكانت تميل بجسمها الى الخلف وتحمل على بطنها منضدة صغيرة تضع عليها اربع كوبات مملوءة بالشربات، وتضع على جبينها فنياراً (شمعدان) مضاء بالشموع، بعدين ترقص وفى يدها الساجات على دى الحال، فلا تسقط الأكواب، ولا ينزلق الشمعدان لقدرتها العجيبة على حفظ توازنها. وسرت شهرة دى الراقصة، فسعى الى شفيقة اصحاب الملاهى الكبرى يغرونها بالأجور لترقص فى ملاهيهم، لحد استطاع ملهى (الإلدورادو) أن يظفر بالتعاقد مع شفيقة، وبكده ابتدت حياة جديدة، وابتدت الثروة تتدفق عليها. وابتدت فى حياة شفيقة قصة جديدة تشبه قصص الف ليلة.. كانت يومئذ قد تم نضخها، واكتملت أنوثتها، وبدت فاتنة، فالتف حولها عشرات من المعجبين الاغنيا ، و أحاط بيها رهط من العظماء والكبراء، وتوافد لمشاهدة رقصها كبار السواح الاجانب اللى نقلوا اسمها وشهرتها الى الخارج عبر البحار، و بقا الملهى اللى ترقص فيه خلية نحل يطوف بهذه الزهرة طامع فى قطرات من الرحيق. لكن الزهرة كانت تعرف كيف تعطى العطر دون الشهد نفسه فكانت بكده تزيد من ليهب الحب فى قلوب المعجبين. ولما تقف شفيقة على خشبة المسرح لترقص كانت الجنيهات الذهبية تتناثر تحت أقدامها تحية ليها من المعجبين والعشاق، لكن كانت لا تمد يدها الى شيء منها،لكن كانت تستخدم تلاتهة من الخدم يجمعون دى الجنيهات ويقدمونها ليها بعد انتهاء وصلة الرقص، وقيل أن واحداً منهم كان يحتفظ لنفسه ببعض دى الجنيهات، فاستطاع فى مدى قصير أن يقتنى ثروة اشترى بيها عقارات فى حى شبرا، وبكده استطاع أن يعتزل الخدمة.

شمبانيا للخيل

واشتهر من عشاق شفيقة اثنان من اغنى أغنياء مصر، احدهما صرف فى سبيل إرضائها مئات الألوف من الجنيهات لحد فقد ثروته عن اخرها بدون ما يظفر من شفيقة باكتر من لمس يديها. والتانى ثرى كبير كان دخله لا يقل عن 300 جنيه ذهبى فى اليوم، بلغ إعجابه بشفيقة الى حد أنه كان يأمر بفتح زجاجات الشمبانيا للخيل اللى تجر عربة (الست شفيقة القبطية). ونقلت شفيقة للرقص فى ملهى (الف ليلة) فكانت تظهر فى ملابس موشاة بخيوط من الذهب، وتلبس حذاء غطت كعبه طبقة من الذهب، وزينته قطع من الماس الحقيقي. واتسعت شهرة الراقصة العجيبة، فابتدت واحده من الشركات الفرنسية اللى تصنع ادوات ومواد الزينة تضع صورة شفيقة على منتجاتها، فظهرت زجاجات عطر ومراوح وعلب بودرة تحمل صورتها، فراجت فى اماكن العالم، وظهرت مناديل رأس عليها صورة شفيقة فتهافتت عليها حسان مصر.. وتلقت شفيقة كثيراً من الهدايا اللى بعث بيها السواح اللى شاهدوها فى مصر. ومن دول السواح تاجر فرنساوى اعجب بشفيقة و أحبها، و أراد أن يتزوجها فرفضت، وعاد يقترح عليها أن يأخذها الى باريس لتعرض فنها هناك، فاستهوتها المغامرة، وسافرت حيث رقصت فسحرت باريس اللى كانت يقام فيها يومئذ معرض دولى كبير، استأثرت الراقصة المصرية بمعظم رواده.

تنافس الأمراء

ورجعت شفيقة الى مصر لتستأنف استقبال المجد والثراء، و كانت عاصمة الأناقة (باريس) قد صقلت ذوقها، فازدادت أناقتها، وبقت الملابس اللى تلبسها، والحلى اللى تتجمل بيها هى (موضة) العصر عند ستات الطبقة العليا. وأحست شفيقة أنها ملكة الرقص فأرادت أن تستكمل أبهة الملك فاقتنت تلاته عربات (حنطور) فاخرة، واقتنت عشرات من الخيل الاصيلة، فكانت إذا خرجت صباحاً ركبت عربة (كومبيل) و إذا خرجت ظهراً ركبت (تينو) و إذا خرجت ليل فى الصيف ركبت (الفيتون) المكشوف. وكل عربة من دى العربات يجرها اربعة من الحصنه المطهمة، ويحيط بيها اثنان من (القشمجية) ويتقدمها اثنان من السياس يصيحان: (وسع.. وسع). وحدث أن كانت تتنزه مرة بموكبها ده فى الجزيرة، و كان الامير حسين كامل يتنزه فى نفس المنطقة، فلما رأى الموكب ظنه لواحد من الأمراء، ولما عرف الحقيقة غضب وذهب الى الخديوى و أخبره بأن هناك سيدة مصرية تنافس الأمراء،لكن تنافس الخديوى نفسه فى الأبهة والعظمة! وبسرعه أصدر الخديوى (ديكريتو) يمنع اصحاب العربات من استخدام السياس والقشمجية، وقصر استخدامهم على الخديوى والأمراء. ومن مظاهر الأبهة اللى كانت تعيش فيها اميرة الرقص (شفيقة) أنها كانت تستخدم طائفة من الخدم الايطاليين، و كانت لا تفصل ليهم ملابسهم إلا عند اشهر خياطين فى مصر وهما (كلاكوت) و(ديفز براين) اللى كان الوزراء يفصلون ملابسهم عندهما. وكانت إذا نقلت من بلد الى بلد استأجرت صالون خاصاً فى القطار تركبه مع حاشيتها وخدمها. وفى حياة شفيقة القبطية جوانب انسانية رفيعة، فقد كانت كريمة الى حد الجنون احيان.. رأت مرة خناقه بين رجلين، فسألت عن سببها فقيل ليها أن احد الرجلين استأجر من الاخر دكان وعجز عن دفع إيجاره شوية اشهر فقامت بينهما دى المعركة، فتقدمت شفيقة ودفعت متأخر الإيجار كله ومنحت مستأجر الدكان منحة سخية. وسمعت مرة أن تاجر أقمشة كبيراً ممن كانت تتعامل معهم، موشك على اعلان إفلاسه، فأسرعت ليه لتمده بمال يحول دون إفلاسه. ول جانب ده كانت لا تحجم عن إحياء افراح بعض الفقرا بدون ما تتقاضى أجراً،لكن وكثيراً ما كانت تمنح العروسين مساعدة مالية تعينهما على قضاء شهر عسل سعيد.

أمومتها

و رغم بذخ شفيقة فى الإنفاق، و إسرافها وكرمها فقد استطاعت أن تجمع ثروة ضخمة، فكانت تملك شوية دور فى حى باب البحر، وتانيه فى حى شبرا، وحارة السقايين وعدة قصور كانت تعيش فيها. واستطاعت أن تحقق كل امنية ليها فى الحياة إلا واحدة لم تتحقق... كانت تتمنى أن تكون ام لكن لم تنل دى الامنية فتبنت طفل سمته (زكي) و أغدقت عليه الحنان، ورفهته كل الترفيه، فنشأ مدللاً، و كان يرهقها بالمطالب فلا تبخل عليه، و أفسده التدليل فتعاطى الخمر والمخدرات، و أرادت أن تفرح به فمراته زواجاً مبكراً، و أقامت ليه الافراح ستة ايام، واشترك فى إحياء فرحه عدد كبير من المطربات والمغنين. لكن الشاب أمعن فى إدمانه للكيوف، فمات بعد قليل من زواجه، وحزنت عليه شفيقة حزن هز كيانها.

الصحراء المجدبة

وتقدمت بشفيقة السن، فبدأ طابور المعجبين يتناقص، وبدأوا يتخلفون واحداً فى إثر واحد، وتلفتت وراءها فلم تجد منهم احداً، فرجعت ليهم تناديهم فلم يستجب احد للنداء، وابتدت تدفع ثمن إعراضها عنهم و إمعانها فى إذلالهم. بسطت يدها بالمال للشباب المحروم، فكان ينعم بمالها ولا يديها من الحب غير القشور، و كانت كلما ضنوا عليها بالعاطفة سخت عليهم بالمال لتشترى جرعة من الحب تطفئ بيها ظمأ نفسها، لكن الصحراء كانت طويلة مجدبة، وقيظها المحرق يحتاج فى ريه الى سيل لا ينقطع. وابتدت الثروة تتبدد بعد ما بطل السحر وولى الشباب، ولم يبق لشفيقة من كل ذلك المجد غير ذكراه، ولم يبق ليها من ثروتها غير بيت واحد فى شبرا أرادت أن تعيش فيه فأجرت بعض غرفه... لكن أحبت شاباً حملها على بيعه، فباعته وافتتحت محل لبيع الخمور فى شبرا، لكن اضطرت لبيعه إرضاء لفتى جديد لم يلبث أن هجرها.. فاضطرت للرقص بعد ما شاخت فى (بوظة) باب الخلق فى مقابل ما يسد الرمق.. وأشاحت الوجوه عن شفيقة لتتجه الى تلاته حسان جديدات ظهرن فى عالم الرقص هن (معتوقة) و(زهرة العربية) و(نفوسة غرام)، ومع أن دول لم يبلغن ما بلغته شفيقة من القدرة لكن جمالهن كان كفيل بتفوقهن عليها. وكما يتوهج كل مصباح يفيض بالزيت لا بد ليه أن يخبو حين ينضب زيته.. و كده خبا ضوء شفيقة القبطية، فراحت تتسول فى الطرقات وتطلب العون من قدامى العشاق.

وفاتها

وفى سنه 1926 احترقت اخر قطرة من زيت المصباح، و أغمضت (شفيقة القبطية) عينيها وودعت دنيا حفلت بأمجادها وصفقت ليها اكثر من نصف قرن، بعد ما بلغت الخامسة والسبعين

حكايتها اتعملت فيلم

اخراج: حسن الإمام

قصة: جليل البندارى

بطولة:هند رستم

شفيقة القبطية
تاريخ الصدور 1963
مدة العرض 130 دقيقة
البلد  مصر
اللغه الاصليه العربية
الطاقم
المخرج حسن الإمام
الإنتاج حلمى رفله
الكاتب جليل البندارى
البطوله هند رستم
حسن يوسف
زيزى البدراوى
صناعه سينمائيه
التركيب حسين أحمد
توزيع شركة الشرق
معلومات على
IMDb.com صفحة الفيلم